* لحماية أنفسهن من التحرش والاعتداءات انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إقبال الفتيات على الرياضات العنيفة التي تعتمد على الحركات الجسدية القوية مثل "التايكواندو"، "الكاراتيه" و"الجيدو" وحتى الملاكمة،.. مثل هذه الرياضات ظلت لسنوات طويلة حكرا على الرجال فيما ترددت المرأة الجزائرية في دخول هذا المعترك لأسباب عديدة وفي مقدمتها التقاليد الاجتماعية، إضافة إلى غلبة صفة الخشونة والعنف على تلك الرياضات. لكن ومع مرور الزمن أوجدت المرأة الجزائرية لنفسها مكانا في قائمة تلك الرياضات وبقيت تندرج إلى أن وصلت إلى مراكز متقدمة فيها، حيث تختلف الآراء حكما حول جدوى ممارسة النساء للفنون القتالية وما بين مؤيد ومعارض، يرى البعض أن هذه الرياضة تلغي أنوثة المرأة فيما يرى آخرون أن ممارسة المرأة للرياضات القتالية هو حماية لنفسها من الاعتداءات، ويبقى السؤال مشروعا في حال ما إذا كانت الرياضات القتالية تخفي أنوثة المرأة، فهل استمرار العنف اتجاهها يزيد من رجولة الرجل؟ روبورتاج/ سناء بلال كامليا رياضية في الخامسة والعشرين من عمرها تحب رياضة الكاراتيه منذ صغرها، رأت فيها وسيلة لإثبات قدراتها البدنية وتقوية شخصيتها، حيث تخبرنا كامليا خلال حديثها مع الحوار أنه في بداية رفض أهلها ممارسة هذه الرياضة وكان رفضهم لها بحجة أنها رياضة خطيرة وعنيفة وأنها سوف تؤثر على أنوثتها مع الوقت، لكن إلحاح وتصميم كامليا على رأيها لممارسة هذه الرياضة سرعان ما جعل أهلها يتقبلون الأمر، وتتابع كامليا حديثها أنها صادفت مواقف عديدة في حياتها أثبتت لها أن الدفاع عن النفس من المهارات الضرورية في الحياة، وبأنها لم تخطء لدى اختيارها هذه الرياضة الحضارية الشاملة والمفيدة للجسم والروح على حد سواء حسبها. كما أوضحت ذات المتحدثة أن أهلها أصبحوا من المشجعين لها على تكملة مشوراها الرياضي كما ترفض كامليا أن تنسب هذه الرياضة وغيرها من الفنون القتالية إلى الرجال فقط، وتتمنى من المجتمع الجزائري النظر إلى أولئك الفتيات على انهن محترفات ومنهن من رفع الراية الوطنية واسم الجزائر عاليا. * رياضة الفنون القتالية تفقد المرأة انوثتها سماح طالبة جامعية لها رأي مغاير حول ممارسة المرأة للفنون القتالية، حيث تعتبر أن رياضة الفنون القتالية تفقد المرأة أنوثتها وتنافس الرجل في مجال بعيد من شخصيتها الأنثوية فحسب رأي سماح إن ممارسة هذه الرياضة يتعارض مع جمال وتكوين وأنوثة المرأة، حيث أن الفنون القتالية هي أقرب إلى الرجل وهذا لقدراته الجسدية القوية كما تضيف ذات المتحدثة أنها تتفهم حماس بعض الفتيات لممارسة هذه الرياضة خصوصا مع الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة في بعض الأحيان فهن بحاجة إلى الدفاع عن انفسهن في حال تعرضن لأي مكروه. * انخرطت في رياضة الكاراتيه لحماية نفسي تقول حنان طالبة في الثانوي أنها كثيرا ما تتعرض لمضايقات من بعض الشباب المنحرفين الذي وصل الأمر بأحدهم إلى ضربها أمام الثانوية لا لشيء سوى لأنها رفضت الحديث معه ونهرته عندما حاول مسك يدها بالقوة والحديث معه، الشيء الذي أثر في حنان أن لا أحد تدخل لإنقاذها منه وهذا لخوفهم منه كونه معروف بأخلاقه السيئة ولا يحترم أحدا. وهذا الشيء أشعرها بالإهانة فقررت الانخراط في ممارسة رياضة الكاراتيه، مضيفة أنها لا تريد الحصول على الحزام الأسود ولكنها تريد تعلم بعض الفنيات والحركات الدفاعية عن النفس لتعطي درسا لكل من يحاول إستغلال ضعفها وممارسة بطشه. * ربيع حسناوي مدرب ممارس للفنون القتالية "الايكيدو " أغلب المقبلات على تعلم فنون القتال لحماية انفسهن من التحرش حسب رأي ربيع حسناوي مدرب ممارس للفنون القتالية "الايكيدو " فإن إقبال الفتيات على تعلم فنون الدفاع عن النفس أصبح أمرا ضروريا في الوقت الحالي خصوصا بعد تعرض الكثيرات منهن في الشارع لكل أنواع السرقة والتحرش، لذلك يضيف المدرب في الفنون القتالية حسناوي أن تعلم الفتيات لرياضة تدافعن بها عن انفسهن أصبح إجباريا وضروريا. كما أشار بأنه سعيد بتواجد فتيات في فريقه يقاتلن كالمحاربات وأصبحت مهارتهن ليست فقط في الدفاع عن النفس انما أيضا في إخراج طاقاتهن معتبرا أن المرأة الجزائرية متفوقة في هذا المجال. كما نصح ذات المتحدث الفتيات إلى ممارسة هذا النوع من الرياضة، فهي تسهل عليهم حياتهم اليومية وفي الوقت نفسه تخرج ضغوطاتهم والطاقة السلبية منهم. وفي سؤالنا له إذا كانت هناك فرق بين تدريبات الشباب والفتيات اجابنا قائلا أنه ليس هناك أي إختلاف ولكن هنا يأتي دور الفتاة بإبراز نفسها مضيفا أنه يوجد الكثير من الفتيات يضاهين الشباب في التدريبات و الاختلاف بينهم هو اختلاف فيزيولوجي فقط، كما ختم المدرب حسناوي حديثه أن المرأة الجزائرية يمكنها فعل أي شيء تريده فهي تملك قوة نفسية أكثر من الرجل وهي وحدها من يرعى ويربي الأجيال الصاعدة. * أستاذ علم الاجتماع شريف بن احمد ممارسة الفتاة للرياضة القتالية يعزز الثقة بنفسها يرى أستاذ علم الاجتماع شريف بن احمد إن توجه الفتيات نحو التدرب على الفنون القتالية يعبر عن صيغة حياتية متأثرة بقيم المجتمع الجديدة ويرى أستاذ علم الاجتماع أن مثل تلك المهارات القتالية تتعارض مع أنوثة المرأة ورقتها، لكن الواقع يحكي العكس. حيث يوضح ذات المتحدث أنه في السنوات الأخيرة ازدادت جرائم العنف ضد المرأة وكذلك التحرش والاغتصاب ما جعل التدرب على الفنون القتالية حاجة في بعض المجتمعات، كما غيرت مفاهيم الفتيات عن المرأة الناجحة وجعلت كثير منهن يتجهن إلى التدرب على تلك الرياضات القتالية والسبب حسب الأستاذ بن احمد هو تشجيع النفس في ممارسة هكذا نوع من الرياضات الذي يعزز ثقة الفتاة بنفسها خاصة إذا كانت من النوع الخجول أو الذي يخاف من الآخرين لذا يمكن أن تكون تلك الرياضة مفيدة من أجل بناء شخصيتها.
* الفنون القتالية تعزز ثقة الفتيات بأنفسهن التدرب على الفنون القتالية أصبح مطلبا للفتيات في الوقت الحالي حيث أن هناك فتيات حصلن على الحزام الأسود في الكاراتيه والكونغ فو كما أن الرياضة بأنواعها مهمة ومناسبة للفتيات فهي تشغل وقت الفراغ و تقدم مرونة عالية لجسد صحي لذا ليست الفكرة من فنون القتال أن تكون للدفاع عن النفس بقدر ما هي مهارات تكتسبها الفتاة مثلها مثل أي رياضة أخرى إن رياضات الفنون القتالية مناسبة لكل الجنسين إلا أن الفتيات أكثر حرصا على التدريب و أكثر انضباطا، وتبقى هذه الفنون رياضة مناسبة للنواعم لما توفره لهن من قدرة على حماية أنفسهن ا في حالات الضرورة. وهي رياضة مميزة يمكن أن تسهم في تكوين شخصية الفتاة و دعم ثقتها بنفسها، كما يعتبر تدريب النساء على الفنون القتالية من أساليب الدفاع عن النفس ولها أهمية كبيرة فهي سلاح من لا سلاح له وتمنح الفنون القتالية للنساء الشجاعة والفكرة على الدفاع عن النفس ورد الفعل السريع مما يشجع الثقة بالنفس كما تساعد الفنون القتالية حسب آراء مختصين على تنشيط الفكر و صفاء الذهن وزيادة القدرة على الانتباه والتركيز كما تعمل كأي رياضة أخرى من خلال الحركات البسيطة على زيادة تمدد العضلات وقدرتها على التحمل كما تساعد على التخلص من الأكسدة والتخلص من الدهون. كما أن أنوثة المرأة تعتمد بالأساس على شخصيتها ومكوناتها الداخلية ولا علاقة لأي رياضة في التأثير على هذه الأنوثة وشعور الآخرين بها وليس ضروري ان تكون المرأة ضعيفة للشعور بأنها أنثى وتدرب الفتيات على تعلم الفنون القتالية يزيد من الثقة بالنفس حيث تشعرهن بالسعادة والهدوء والاسترخاء، خاصة عند معرفة كيفية القتال و توجيه الضربات وكيفية كما تساعد على تعلم الانضباط لأن الفنون القتالية مثل أي رياضة تتطلب الالتزام ويساهم التعلم في انضباط الجسد والعقل وتساعد الفنون القتالية على التخلص من التوتر وتخلص النساء من العدوانية كما تساعد على التخلص من إضطرابات النوم والشعور بالإرهاق.