سموم قاتلة .. تصلنا الأنباء عن الكميات الهائلة التي يحتجزها أعوان الدرك الوطني على سواحلنا .. صارت مخيفة ... مقلقة ومزعجة فعلا ... ، كيف لا ومجتمعنا يشكو اليوم من انتشار كل أنواع الاعتداءات، الآفات الاجتماعية، وعدد لا يحصى من المصابين بالأمراض العقلية .. سموم قاتلة لم ينج منها لا الكبير ولا الصغير، لا الغني ولا الفقير، لا الحي الشعبي ولا الراقي، عيون المدمنين صارت ترصدنا في كل مكان، فكلنا مستهدفون، ... والسبب ... جماعات منظمة على شكل شبكات تتلقى تعليمات صارمة من دول الجوار لتهريب الكيف و''الزطلة'' وزرع ما شابه ذلك من أسماء تعني باللفظ المختصر المفيد ''الموت البطيء''... جماعات لا يهمها سوى جمع المال وتعداده... وإن كان حراما... وإن كان على حساب سلامة وأمن الآخرين... قد تعبر على سفينة، أو تزرع في ''جنينة''، لا يهم الطريقة كيف أو الوسائل من أين ؟، بل المهم والأهم هو النتيجة، المال الحرام، هو الغاية في ذهن هؤلاء ... جماعات منظمة جعلت من دولتنا المصونة التي كانت في السابق مجرد إقليم عبور، مستهلكا مهما لهذه السموم ومن ثم دولة تنتج مختلف أنواع المخدرات، يقال إن وراءها شخصيات مغربية من الوزن الثقيل، تمكنت حتى من تهريب سمومها إلى دول الضفة الأخرى من البحر المتوسط، قد يقول الواحد منا كيف، والجواب بسيط ... هو أن كمية المخدرات التي تم استرجاعها تقريبا كلها في غضون الأشهر القليلة الماضية حتى لا نقل الأسابيع الماضية تم حجزها عبر ولايات الساحل الغربي المحاذية للمغرب كعين تموشنت وبشار والنعامة، وصارت تصل طواعية إلى ولايات الوسط والشرق الجزائري كأم البواقي التي تم توقيف منذ يومين فقط على مروجين للكيف المعالج بعين بابوش، أو ورقلة التي صادرت مصالح الدرك الوطني فيها على 141 كلغ من المخدرات خلال الثلاثي الأول من هذه السنة بفضل فطنة أعوان الدرك وحيطتهم في كشف 93 قضية متعلقة بترويج المخدرات، تبين بعدها أن 139 شخص كان متورطا فيها. علينا أن نقف اليوم جميعا وقفة احترام وامتنان، وشكر وتقدير أمام جمع هام من الرجال الأوفياء، الذين يحمون دون هوادة أطفالنا وشبابنا، من هذه الآفة القاتلة، التي صارت تغوص يوما بعد يوم وسط مجتمعنا، بين أحيائنا وأحيانا دون أن ندري داخل بيوتنا، فكم رب عائلة اكتشف صدفة أن ابنه مدمن على المخدرات، وكم من والدة مسكينة تبكي اليوم ابنها الذي تحول بين ليلة وأخرى إلى مروج مخدرات، ... همنا اليوم مشترك، وعلينا التصدي عاجلا لمملكة السموم وباروناتها، فالموت القادم من الغرب يزحف يوميا باتجاهنا دون انتظار.