نهائي كأس الجزائر لهذا الموسم، جاء عكس كل التوقعات، بعدما تمكن أبناء مدينة البييان من إزاحة المرشح الأول للتتويج به فريق وفاق سطيف، في مواجهة وفت بكل تعهداتها. مثلما كانت المباراة الثانية قمة في التنافس طيلة فتراتها رغم تفوق خبرة ''أبناء العقيبة'' في ترجيح الكفة لصالحهم أمام طلبة''بونة'' الذي كانوا يفتقدون للتجربة في مثل هذه المنافسات. وكانت مبارة الغريمين الوفاق وأهلي البرج قمة في الإثارة والتنافس والحرارة بين قطبي الهضاب العليا على مرتفعات الأوراس الباردة. كما كان لعامل الحظ كلمة الفصل في هذه المواجهة التاريخية للفريقين، بعد أن انتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة. وبالتالي يمكن القول إن السيدة الكاس اختارت كعادتها وجها جديدا لينشط النهائي لأول مرة في تاريخه، ولم لا قد يكون الأجدر لتزف إليه. بالمقابل يكون الوفاق خسر أحد رهاناته التي كان يعول عليها خلال هذا الموسم. وبالعودة إلى أطوار المقابلة، فإن انطلاقتها كانت لصالح السطايفيين الذين تقدموا في النتيجة في الدقيقة 27 بفضل اللاعب مترف لكن ذوي الزي ''الأصفر والأسود''، لم يستسلموا وفرضوا ضغطا على دفاع الوفاق من أجل تعديل الكفة. وقد كان لهم ذلك في الأنفاس الأخيرة من المواجهة، بعد أن تمكنوا من إسالة العرق البارد لأبناء عين الفوارة، بواسطة اللاعب بوحربيط الذي وجه ضربة قاضية لرائد البطولة بتسجيل هدف مستحق ونظيف في الدقيقة .90 وبقيت النتيجة على حالها طيلة الشوطين الإضافيين. ويبدو أن الأقمصة الحمراء التي لعب بها ''النسر الأسودّ'' لم تكن فأل خير على لاعبي الوفاق، الذي ظهر الارتباك واضحا عليهم أثناء تنفيذ الرميات الحرة. عكس البراجيين الذين كانوا أكثر عزيمة وإرادة وعرفوا كيف يتحكمون في أعصابهم ويسددون الكرة بمهارة. من ناحيته، تمكن شباب بلوزداد الذي توج بكأس الجزائر خمسة مرات وخسر آخر نهائي له في طبعة سنة 2003 أمام اتحاد الجزائر (2-1) من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائي موسم 2009 على حساب اتحاد عنابة بفضل هدف فنير الذي توج عملا جيدا أنجزه اللاعب براجة ثلاث دقائق قبل نهاية المباراة. أبناء ''العقيبة''، أثبتوا أنهم عازمون على إضافة كأسا سادسة إلى خزائنهم وإحياء الأمجاد والسجل الذهبي لهم في منافسة كأس الجزائر، خصوصا بعد المشوار الجيد لهم في الكأس بإخراجهم فرقا من العيار الثقيل، على غرار وداد تلمسان الذي يعد أحد الاختصاصين في هذه المسابقة، بالإضافة إلى مولودية الجزائر المتوجة بكأسين خلال الخمس سنوات الماضية. ورغم أن المباراة لم ترق إلى مستويات كبيرة، إلا أنها كانت شيقة بحيث تخللتها فرص لكلا الفريقين، لكن الإرادة كانت أكبر لدى ''أشبال حنكوش'' الذين أجبروا أبناء مدينة ''بونة'' على تحطيم سفينتهم على صخور أسوار مدينة ''العقيبة'' العتيقة. الاحتفال لم يتوقف بمعاقل الشباب تواصلت أفراح أنصار شباب بلوزداد إلى فجر الجمعة، عبر شوارع العاصمة، وعمت الأزاهيج وتلونت العاصمة بالون الأحمر. ومباشرة بعد انتهاء المباراة، وإعلان الحكم فوز الشباب بهدف فنير في الدقائق الأخيرة، خرج أنصار الشباب معلنين فرحتهم، وجابوا على الأقدام، والسيارات شوارع العاصمة. وانتظر الجميع التحاق الأنصار الذين تنقلوا مع الفريق إلى سطيف، الذين عادوا في ساعة متأخرة، والتقت كل الجموع بشارع أول ماي وبلوزداد، نصيرة نونو: معاقل نادي شباب بلوزداد، أين أعلنت الأفراح، وكأن الأمر يتعلق بالتتويج بالكأس، وليس تأهلا للنهائي. احتفالات كبيرة ومدينة البرج لم تنم خرج آلاف الأشخاص وبخاصة الشباب منهم ليلة الخميس إلى الجمعة إلى شوارع برج بوعريريج عقب التأهل التاريخي لأهلي المحلي إلى نهائي كأس الجزائر. خاصة وأن التأهل كان أمام الغريم والجار وفاق سطيف الأمر الذي كان له طعما خاصا لدى أبناء مدينة البيبان. فقد عمت الفرحة أرجاء عاصمة ''البيبان'' وسط اللونين الأصفر والأسود ومواكب السيارات الطويلة الت دوت منبهاتها الشوارع وسط الزغاريد والأغاني واللافتات تعبيرا عن ابتهاج أبناء البيبان بهذا التأهل لهذه المنافسة الأكثر شعبية. وقد استمرت الاحتفالات إلى ساعات متأخرة من الليل. لكن شاء القدر أن تتأثر الساحة الرياضية المحلية بوفاة بعد أقل من ساعتين عن نهاية المقابلة والد حارس مرمى شباب أهلي برج بوعريريج مروان كيال الذي كان نجم المباراة من خلال تصديه لضربتين ترجيحيتين.