يعيش العالم لاسيما شقه الغربي هاجسا من الخوف الشديد جراء ما يشاع عن انتشار وباء خطير مرتبط ب ''خنونة'' ''الحلوف''، أسموها بأنفلونزا الخنازير، حيث ما إن تناولته وسائل الإعلام، حتى سابقها في سرعة الانتشار من المكسيك إلى الولاياتالمتحدة إلى بعض الدول الآسياوية، ليستقر في إسبانيا على بعد أميال من الجزائر. واستنادا إلى الباحثين وعلماء الصحة، فإن درجة استعصاء المرض، وصعوبة احتوائه من صعوبة تركيبة شحم ''الحلوف'' ولحمه، وهو ما جعل الغرب ينهض عن بكرة أبيه للبحث في علم ''التحليليف''. وإن كنا لا نتمنى الأمراض، فإنه لا شك من أن المواطن البسيط يحن للأيام التي أشيع فيها أن أنفلونزا الطيور قد عرف طريقه إلى الجزائر، وهو ما جعل ثمن الدجاجة الواحدة أقل من ثمن كلغ واحد من البطاطا أيام ذلتها، حتى أن الكثير من البسطاء، عاثوا في الدجاج أكلا وشربا، أقول شربا ولا أكتمكم سرا لأن البعض اهتدى إلى فكرة عصير الدجاج الذي يضاهي في قيمته أرقى العصائر والمشروبات الغازية، ونفس المواطن البسيط هو الآن يضرب الأخماس في الأسداس متمنيا لو أن الأنفلونزا أخطأت الحلوف لتصيب أهله ممن يتفنون في أكله نهارا، ويحتلون أراضينا ليلا، وفي أقل الأحوال لو أصابت الطيور حتى يستمتع من لم يستمتع من قبل في ''ترييش الجاج'' وأكله نيئا ومطهيا. وفي كل الأحوال لا بد أن يدرك العالم ويتعظ أهله، ويبحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الأمراض المستعصية، والتي كثيرا ما كانت التلاعبات في الهندسة الوراثية، واستعمال مواد لا يعلم تركيبتها إلا الله وهؤلاء في تلويث بيئة الأرض، ومن لم يصدق فعليه أن يراجع أفلاما أبطالها هؤلاء، تتحدث عن أنفلونزا ''السيدا''، وأنفلونزا ''الطيور''، وجنون البقر، ومؤخرا أنفلونزا ''الخنازير''، التي أصبح خطرها على تخومنا، وما على المفكرين في ''الحرڤة'' إلى جنان الضفة الشمالية من البحر المتوسط تأجيل مشاريعهم إلى أن يشفى ''الحلالف'' من السيلان غير المنقطع ل ''الخنونة''.