دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الدول الأورومتوسطية المشاركة في قمة باريس إلى التحلي بالجرأة وإرادة العمل المشترك من أجل رفع التحدي وبناء صرح الإتحاد من أجل المتوسط، مشيرا إلى أن هذا الأخير سيواجه العديد من التحديات والعقبات التي ستتمثل في إشكالية تمويل المشاريع المسطرة إضافة إلى العدد الكبير للدول التي المشكلة له ورهان تحقيق التوافق والانسجام بينها وهو أمرا اعتبره بوتفليقة صعب المنال . وأضاف الرئيس في تصريح خص وكالة الأنباء الجزائرية قبيل انطلاق أشغال القمة التأسيسية للإتحاد من أجل المتوسط بالعاصمة الفرنسية باريس أنه بالرغم من الصعوبات التي ستعترض المولود المتوسطي الجديد إلا أنه لا ينبغي فقدان الأمل في أن يلقى هذا الأخير نتائج أفضل من سابقه مسار برشلونة الذي تبين مؤخرا أنه لم يحقق كامل النجاح المتوخى منه منذ إطلاقه في سنة 1995 . وذكر بوتفليقة بمختلف المراحل التي مر بها مشروع الإتحاد من أجل المتوسط من إطلاقه لأول مرة في سنة 2007 من طرف الرئيس ساركوزي ،وهذا منذ أن كان موجها لدول ضفتي المتوسط ليتم توسيعه فيما بعد ليشمل كافة دول الإتحاد الأوروبي في مارس الماضي،وقال بوتفليقة أن المشروع عرف نقاشا مستفيضا من قبل الدول الأوروبية والمتوسطية مذكرا بمختلف الاجتماعات التي تمت على مستوى الخبراء والوزراء من أجل مناقشة المشروع ،التي كان من بينها الاجتماع الخاص بوزراء الخارجية حوض المتوسط الذي عقد بالجزائر وكذا القمة العربية المصغرة التي عقدت في ليبيا. وذكر بوتفليقة أن المفوضية حددت ستة مشاريع ليتم إطلاقها رمزيا خلال قمة باريس . ويتعلق الأمر بالطرق البحرية و إزالة تلوث المتوسط و الحماية المدنية و الخطة المتوسطية لاستعمال الطاقة الشمسية و الجامعة الاورومتوسطية ووكالة تطوير المؤسسات المتوسطة و الصغيرة و الصناعات المتوسطة و الصغيرة مشيرا إلى أن المشروع الأصلي الفرنسي قد حقق تقدما حيث أضحى مندمجا ضمن مسار برشلونة . معتبرا أن مشروع الإتحاد من أجل المتوسط يعتبر إحياءا لمسار برشلونة مع بعض التجديد ، وقال أن قمة باريس تشكل مرحلة أولى في طريق بناء مسار يعزز مسار برشلونة. وتابع بوتفليقة حديثه بالقول أن الإرادة السياسية التي أبدتها العديد من الحكومات تجاه زيادة حجم الاستثمارات لم تجد حسبه الدعم الكافي من قبل العديد من الفاعلين الاقتصاديين مذكرا بأن منطقة جنوب المتوسط لم تستقطب سوى 2 بالمئة من الاستثمارات الأوروبية في حين تخصص حسبه الولاياتالمتحدةالأمريكية 17 بالمئة من استثماراتها الخارجية لدول أمريكا اللاتينية وكذا اليابان التي قال أنها تخصص 20 بالمئة من استثماراتها لقارة آسيا. ورافع بوتفليقة كثيرا في حديثه لصالح الاستثمارات وتعزيز التنمية بالجنوب التي قال أنها العلاج الأمثل للبطالة والهجرة والتطرف بدل إغلاق الحدود وإحكام سد منافذها في إشارة إلى السياسة الجديدة التي تطبقها المجموعة الأروربية لمعالجة ملف الهجرة الغير شرعية. هذا وجدد بوتفليقة نظرة الجزائر إلى العديد من ملفات التعاون في ضفة المتوسط على غرار التعاون الطاقوي البيئي و كذا قطاع المياه.