برميل الخام يسجل أدنى تراجع له ليعاود الانتعاش مجددا تذبذبت أسعار النفط الخام منذ بداية الأسبوع الماضي بفعل المخاوف التي سيطرت على الأسواق الدولية جراء تفشي مرض إنفلونزا الخنازير الذي ضرب عددا من دول العالم، وتراجعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في ظرف أسبوع بعد أن رجحت فرضية ركود الاقتصاد الدولي وتراجع الطلب على المحروقات كنتيجة للقيود المفروضة على وسائل النقل الدولي. وساهم التفشي الواسع لمرض انفلونزا الخنازير الذي أصاب العاصمة المكسيكية على غرار دول أخرى بالشلل، في الاضرار بحركة النقل الجوي، والتسبب في تباطؤ أكبر للاقتصاديات التي تعاني من ركود واضح، ما اضطر بالمستثمرين إلى الإحجام عن التعامل في أسواق الأسهم والأصول عالية المخاطر والاتجاه نحو ملاذات تقليدية آمنة مثل الذهب، مما تسبب من ناحية أخرى في ركود لأسواق المحروقات عبر العالم. وساهمت البيانات التي أظهرت تراجعا محسوسا للمرض في بعض مناطق العالم منذ مطلع الأسبوع الجاري في عودة الانتعاش إلى الأسواق الدولية ، وارتفاع أسعار الخام مجددا إلى حدود 50 دولارا للبرميل. البرميل يهوي إلى ما دون 47 دولار وسجلت أسعار الخام أدنى مستوياتها منذ أشهر بتدهورها إلى ما دون 47 دولارا للبرميل منتصف الأسبوع الفارط، حيث سيطرت على الأسواق مخاوف من انتشار أوسع لمرض إنفلونزا الخنازير، ليسجل البرميل أدنى مستوى له عند 98ر46 دولار على الرغم من فشل الأسواق في تجاوز مستوى الدعم الأساسي، وأغلق السعر في النهاية عند حدود 37ر48 دولارا بعد افتتاحه عند مستوى 34ر50 دولار، كما انخفضت أسعار النفط بسبب المخاوف من انخفاض الطلب كنتيجة لاحتمال تأخر التعافي الاقتصادي بسبب القيود المفروضة على وسائل النقل. من جهتها، سجلت سلة الخامات القياسية لمنظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' أسعارا مستقرة في حدود 49 دولار للبرميل وهي السلة التي تضم خام صحاري ''بلاند'' الجزائر إلى جانب 12 نوعا من الذهب الأسود. مخاوف عالمية مؤقتة تتلاشى قريبا وفي سياق أخر، أكد العديد من الخبراء الاقتصاديين أن الأسواق العالمية تعرضت لضغوط كبيرة جراء انتشار مرض انفاونزا الخنازير وهو ما بدى جليا في عدد من البورصات العالمية وأسواق الخام الدولية، غير أن هذه التداعيات سرعان ما تتلاشى بظهور أولى بوادر التحكم في المرض. وكانت أسواق النفط الدولية قد استعادت نشاطها منذ مطلع الأسبوع الجاري بعد أن أظهرت البيانات تراجعا محسوسا في حالات الاصابة مع تقليص مخاوف تحول المرض إلى وباء عالمي، حيث ارتفع النفط متجاوزا 53 دولارا للبرميل أمس الأول ليعزز مكاسب بلغت 4 بالمائة في الجلسة السابقة، فيما عززت بيانات من الصين والهند وهما من أكبر الدول المستهلكة للنفط توقعات بانتعاش الاقتصاد العالمي. وعزى الخبراء تأثر الاسواق الدولية وعودتها للانتعاش مجددا بالتأثير النفسي في حركة الاستثمارات الدولية، بعد أن انعكست المخاوف سلبا على سوق الطيران وركود حركة النقل الدولي في اداء البورصات الدولية، غير أن تلاشي المخاوف سرعان ما أدى إلى عودة الانتعاش مجددا.