أكد مدير الحماية القانونية للتراث بوزارة الثقافة على أن ''إيقاظ الوعي الوطني''، يعد ضروريا لضمان حماية أفضل للتراث التاريخي والأثري. وأشاد السيد مراد بتروني اول امس بجيجل بمشاركة مصالح الأمن (شرطة ودرك وطني وجمارك..)، في حماية التراث، والتي أثبت حضورها في الميدان فعاليته في مكافحة تدهور التراث أو استرجاع بعض القطع الأثرية التي يحاول البعض تهريبها إلى خارج حدود البلاد. وأكد ممثل وزارة الثقافة كذلك خلال افتتاح الايام الدراسية حول حماية التراث الأثري بجيجل، أن حماية التراث تعد ''مهمة الجميع'' لأن الأمر يتعلق- كما قال- ''بالذاكرة الجماعية لكل الأمة''. وبعد أن ذكر بأن الدولة الجزائرية سخرت الوسائل الضرورية لحماية التراث الأثري والثقافي الوطني والمحافظة عليه، أشار السيد بتروني في مداخلة بعنوان ''أمننة التراث'' إلى مختلف النصوص القانونية التي وضعتها الدولة لحماية هذا التراث الذي هو عرضة لأعمال النهب والسرقة وذلك بالنظر إلى قيمته الكبيرة. ومن جهته نشط الدكتور سليمان حشي مدير المركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، محاضرة حول ''منطقة بابور في عهد ما قبل التاريخ''، أبرز فيها بالخصوص اكتشاف تماثيل صغيرة تعود إلى 16 ألف سنة. ومن جهتها تطرقت الدكتورة سهيلة مرزوق من ذات المركز ''موقع تازا لما قبل التاريخ'' (غرب جيجل)، الذي يعتبر أحد أقدم المواقع التي تشهد على تلك الحقبة، مشيرة إلى أن هذا الموقع يعد جزءا من مجموع 4 كهوف بعمق 20 مترا، ويعود تاريخ اكتشافه إلى العام 1920 وهو محل حفريات عديدة لباحثين لتسليط مزيد من الضوء عليه. وتلقى خلال هذه الأيام التي ستتواصل إلى غاية مساء اليوم المقبل، محاضرات أخرى لمؤرخين وعلماء آثار ومختصين في ما قبل التاريخ جاؤوا من الجزائر العاصمة ومن جامعات أخرى من الوطن.