تعرض ما يقارب 500 مهاجر جزائري ومغربي في عاصمة اليونان أثينا بداية الأسبوع الجاري إلى مضايقات ومحاولات الاعتداء عليهم من قبل المتظاهرين اليونانيين، الذين عبروا عن رفضهم ''الشديد'' لتواجد أولئك المهاجرين بدون وثائق، الذين اتخذوا من مبنى مهجور احتلوه لمدة أشهر بوسط العاصمة أثينا مسكنا جماعيا لهم. وخلقت هذه المواجهات بين من أسمتهم مصادر إعلامية محلية نقلتها وكالة رويترز للأنباء ''بالنازيين الجدد'' والشرطة اليونانية، حيث كانت هذه المواجهات كافية لإحداث صدامات عنيفة مع المتظاهرين اليساريين والمهاجرين الجزائريين والمغاربة. وتعد هذه المواجهات واحدة من بين تلك التظاهرات المعادية للأجانب في اليونان، حيث حملت هذه المرة شعارات مثل ''الأجانب يعني جريمة''، إلى جانب ''لقد أصبحنا أجانب في بلادنا''، وهم يرددون هذه الشعارات، تقدم المتظاهرون من المبنى أين قاموا بإلقاء الحجارة والمفرقعات النارية على مبنى المهاجرين الجزائريين، غير أن المهاجرين ردوا من جانبهم على تلك الاستفزازات، حيث ألقوا من النوافذ وابلا من الحجارة والطوب على المتظاهرين. وفي محاولة منها لتجنب المزيد من المواجهات بين الطرفين وحتى لا يتحول الأمر إلى صراع ومعركة كبيرة في المنطقة، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ، فيما توجهت القوات الأمنية لإنشاء جدرا بشري عازل للفصل بين الجانبين. واستنادا إلى ذات المراجع فقد خلفت هذه المواجهات إتلاف العديد من حاويات النفايات، إضافة إلى تحطيم خمس سيارات بعدما أضرمت فيها النار، كما دمرت أربعة أجهزة من الصرف الآلي، فيما تم إصابة خمسة عشر شخصا من المتظاهرين بجروح متفاوتة الخطورة، وأصيب عشرة من رجال الشرطة وخمسة من المهاجرين تعرضوا لإصابات طفيفة. وبالإضافة إلى ذلك، تقول نفس المراجع أن ثلاث رعايا أجانب يتلقون العلاج في المستشفى من أجل أخذ الإسعافات الأولية، إلى جانب اثنين من رجال الشرطة واثنين من ''الذين لا يحملون وثائق'' داخل مستشفى العاصمة. جدير بالذكر أن المبنى المهجور والمؤلف من ثمانية طوابق والذي يقع في وسط أثينا وبالقرب من منطقة الفنادق السياحية، يضم نحو 500 شخص من المهاجرين معظمهم من المغرب والجزائر، ووفقا للمكاتب المساعدة، يعيش المهاجرون هناك من دون كهرباء، إضافة إلى انعدام المياه النظيفة وقنوات الصرف الصحي، حيث اعتبرت وسائل الإعلام اليونانية المبنى ب ''مضخة وبائية في وسط أثينا''، وفقا لما أكده نيكيتاس كاناكيس رئيس الوفد اليوناني في الجمعية الطبية العالمية. وتعد اليونان واحدة من النقاط الرئيسية للوصول إلى أوروبا بالنسبة للمهاجرين القادمين من إفريقيا وآسيا.