تم إحصاء 30 ألف حالة إصابة بالأمراض العقلية منذ 2006 تعالج بالمستشفيات الموزعة عبر الوطن و 200 ألف فحص بسيكولوجي. وكشفت التحقيقات التي قام بها برنامج الصحة العقلية خلال الدراسات التي أجريت مابين سنوات 20062009 أن 150 ألف شخص يعانون من اضطرابات عقلية. اضطرت وزارة الصحة إلى الاستعانة بأطباء عامين لفحص المصابين بالأمراض النفسية والعقلية بعد تكوينهم من طرف الأخصائيين بغية تغطية النقص الفادح وضمان التغطية الشاملة في مراكز الوسيطة للصحة العقلية التي بلغ عددها 271 مركز للوصول إلى توفير 2000 سرير. ويبقى المصابون بمختلف الأمراض النفسية والعقلية ببلادنا في مواجهة غياب الوعي لدى العائلات الجزائرية والذي لم يتأقلم على ما يبدو مع الانتشار الكبير لهذه الأمراض في السنوات الأخيرة ببلادنا . هذا وأكدت نتائج بحث قام به المعهد الوطني للصحة العمومية، أن الجزائريين يفتقرون إلى ثقافة تخصيص ميزانية خاصة بالصحة بصفة عامة وعلى وجه الخصوص الصحة النفسية والعقلية، الأمر الذي جعل المرضى لا يتوجهون إلى القنوات الرسمية كالأخصائي النفساني وحتى طبيب الأمراض العقلية، بل يرتادون الرقاة والمشعوذين مما يزيد من تدهور حالتهم النفسية.كما انتهت الدراسات المنجزة إلى أن الأمراض النفسية تصيب الفئات الشابة ما بين 15 إلى 30 سنة، وأظهرت الدراسة أن النساء أكثر إقبالا على الانتحار. أما الأمراض التي يتعرض لها الرجال فحددت في المكبوتات النفسية التي تصيب الرجال بصفة عامة أكثر من النساء. واعتبر الكثير من الأخصائيين النفسانيين أن نسبة إقبال الجزائريين على الطبيب النفساني قد ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية. وهذا مرده للعشرية السوداء وسنوات الدم الناتجة عن تأزم الوضع الأمني في البلاد، ناهيك عن إقبال أشخاص من نوع آخر على الأطباء النفسانيين، وهم المصدومون نتيجة تعرض الجزائر للكوارث الطبيعية طيلة السنوات الماضية. مما أدى بهم لمواجهة الأزمات النفسية التي ولدت لديهم أمراضا نفسية كالخوف، الإرهاق المتزايد، الإحباط المؤدي إلى اضطرابات في النوم والقلق تجاه المستجدات التي طرأت في الطبيعة. ومن هنا أصبح لجوء المرضى إلى الأخصائي النفساني لازما لكونه الوحيد الذي يستطيع أن يخفف عنهم أزماتهم من خلال العلاج النفسي.