بقدر التفاؤل والارتياح الكبير الذي أبدته الجالية الجزائرية والمصرية في الجزائر والقاهرة بعد استكمال الرحلة السابعة في الأسبوع للخطوط الجوية مصر للطيران، بالقدر الذي يتزايد الخوف من احتمال انتقال وباء أنفلونزا الخنازير بين البلدين، لاسيما مع تعاظم نسب الإصابات في جمهورية مصر العربية التي تعاني أصلا من تفشي مرض أنفلونزا الطيور الذي أصاب الكثير من أهل مصر خصوصا في مناطق الجنوب لأسباب اجتماعية واقتصادية تتصل بتربية الدواجن والطيور بأنواعها. وفي هذا الصدد اتصلت ''الحوار'' أمس بسعادة المستشار ورئيس المكتب الإعلامي في سفارة مصر بالجزائر السيد عبد الله مرسي، والذي طمأن خلال حديثه معنا بأن كل حالات الإصابة بالوباء التي تم الإعلان عنها تتعلق بأشخاص قدموا من خارج مصر، هم بصدد أخذ العلاج اللازم، مفيدا أن الحالات الأولى قد تم ضبطها لدى طلبة يدرسون في الجامعة الأمريكية، كما استدل المستشار مرسي بالتصريحات التي أدلى بها الوزير الأول د.أحمد نظيف ووزير الصحة المصري د.حاتم الجبلي إلى الهيئة العامة للاستعلامات المصرية. وكان رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف قد أكد في تصريحات أدلى بها نهار أمس الأول نقلتها مصادر إعلامية مصرية ''أن مرض أنفلونزا الخنازير تحت السيطرة الكاملة، وأن الحكومة تتخذ كل الإجراءات للتعامل معه. وأضاف رئيس الوزراء أنه يطمئن الشعب المصري، ويناشد المواطنين في مصر والدول العربية عدم الانسياق وراء الشائعات، لأن الحكومة تتعامل بشفافية كاملة، ولا داعي للذعر ولا التهويل من المرض، موضحا أن سلطات الحجر الصحي تقوم بكل الإجراءات ضد أي حالات اشتباه. إلى ذلك وصف وزير الصحة المصري د.حاتم الجبلي خلال اجتماع اللجنة المشتركة من لجنتي الصحة والتعليم بمجلس الشعب مرض أنفلونزا الخنازير بأنه أقل خطورة من الأنفلونزا العادية، وقال إنه لا داعي للقلق أو الذعر وأن علاجه بسيط ولا يتطلب ''تاميفلو''، ومن الممكن الاكتفاء بالنوم في المنزل يومين وتناول ''أسبرين''، فقط. وأعلن وزير الصحة المصري خلال الاجتماع اكتشاف الحالة 19 لشخص قادم من خارج مصر، موضحا أنه منذ ظهور المرض تم إجراء التحاليل ل78 شخصا اشتبه في إصابتهم بالفيروس. وأفاد الوزير المصري للصحة ''أن الدرجة السادسة لا تعني أن المرض شديد وقاتل، وإنما تعني انتشار الفيروس جغرافيا من أكثر من مصدر، مضيفاً إن وزارة الصحة تعمل وفقا لمنهج واضح في إطار خطة قومية بالتعاون مع العديد من الوزارات. ?وأوضح الدكتور الجبلي أن التحليل يتم في المعامل المركزية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وقال مع احترامي لكل المعامل فليس الموضوع مثلما حدث في القمح، معمل يظهر نتيجة إيجابية وآخر يظهر سلبية، مؤكداً أنه لن نسمح بأي تحاليل في القطاع الخاص حتى لا تظهر نتائج خاطئة.. وهذا تحذير في منتهي الجدية وإذا لم يتم السيطرة على الأمر سيخرج الأمر من أيدينا. وأضاف وزير الصحة المصري أنه لا يجوز الاعتماد على القطاع الخاص في التحاليل لأنه يجب متابعة الحالات بدقة، مشيرا أنه في حالة زيادة عدد الحالات سنلجأ للتحليل في مستشفيات الجامعية وإذا زادت الحالات بشدة سيكون العلاج في المنازل، مشيراً أنه لا صحة لما يتردد حول أن جهاز المسح الحراري يسرب حالات حاملة للفيروس، مشيرا إلى أن الجهاز يقيس درجة الحرارة، وفي بعض الأحوال يحمل المريض الفيروس ثم يركب الطائرة وفي هذه الحالة لا ترتفع درجة حرارته مباشرة. وأكد الوزير أن التحاليل مجانا والدولة تتحمل كل التكلفة، مشيراً إلى أنه بالنسبة لمقترح إنشاء مكان مناسب للعزل فمن الممكن استئجار فندق لعزل المصابين فيه. ولكن في حالة زيادة أعداد المصابين سيكون العزل بالمنازل، مشيرا إلى أن أمريكا وصل المصابين فيها إلى 31 ألف مصاب وأنه بالطبع يتم العزل في المنازل وتناول العلاج بالمنزل.