أحيت الجزائر على غرار دول العالم اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الموافق ل26 جوان من كل سنة بالتقرب من المواطنين وتنظيم عدة تظاهرات وأبواب مفتوحة قصد توعية فئة الشباب والمراهقين مباشرة بأخطار السموم البيضاء.ومن جهتها أعلنت الحكومة بالمناسبة الحرب على مروجي ومستهلكي المخدرات، وقال المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات عبد المالك سايح إن مختلف أجهزة الدولة مجندة للقضاء على هذه الآفة كما طالب بتكثيف الجهود وإشراك فعلي لمختلف وسائل الإعلام لتوعية الأسر بمخاطر المخدرات .كشف المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات في ندوة نظمتها الإذاعة الوطنية أول أمس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف ل 26 جوان من كل سنة، أن مصالح الأمن والدرك والجمارك الوطنية قد حجزت السنة الماضية 16.5 طن من القنب الهندي، و22 كلغ من الكوكايين، فيما أنه في سنة 2006 حجزت ذات المصالح- يضيف ذات المصدر - 10 أطنان من القنب الهندي، أما في سنة 2005 فقد تم حجز 9.5 طنا من المخدرات. من جانب آخر أشار المتحدث إلى أن العدالة أصدرت أحكاما في حق حوالي 22 ألف شخص بتهمة ترويج واستهلاك وتجارة المخدرات، بعدما تم اعتقالهم من طرف مصالح الأمن مشتركة وتقديمهم لدى القضاء . وكشف ذات المسئول أن مصالح ديوانه قد باشرت في المدة الأخيرة تحقيقا اجتماعيا وطنيا حول الآفة، تم الاعتماد فيه -حسبما ذكر- على استمارة علمية بها 70 سؤالا يهدف من ورائها التعرف على مختلف الشرائح الاجتماعية التي تستهلك وتروج المخدرات، معلنا أن العملية سيتم الانتهاء منها بعد حوالي 08 إلى 10 أشهر وسيتم تبليغ نتائجها للرأي العام. وأوضح السايح أن الدولة بمختلف أجهزتها لم تتوان عن مكافحة آفة المخدرات بشتى السبل ، ويبقى الهدف - حسبه - من هذه الإستراتيجية الجديدة هو العمل على تجنيد الأسرة ووسائل الإعلام في هذه المعركة، معتبرا أن هذين العاملين يمثلان المعادلة الجديدة التي تبناها الديوان للقضاء على الظاهرة. وأشار السايح إلى أن المخدرات تعتبر '' أم الخبائث ''، مشيرا إلا أن الفقر والبطالة عاملان لتفشي استهلاك المخدرات، إضافة إلى العوامل النفسية والاقتصادية، إلا أن ذلك - حسبه - لا يعني أن كل مستهلكي ومروجي المخدرات ينتمون إلى هذه الفئات الاجتماعية، مذكرا بأنه تم التعرف على أناس حضروا إلى الديوان وضعهم الاجتماعي والمادي مريح جدا، إلا أنهم من المدمنين على استهلاك وترويج المخدرات، قائلا بأنه عادة ما ينتقل المدخنون إلى استهلاك المخدرات . وأكد عبد المالك سايح أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أولى لهذه الظاهرة اهتماما معتبرا وذلك بوضع مشروع طموح في بناء 53 مركزا استشاريا و15 مركزا لاحتواء مرضى المخدرات إلى جانب تكوين 83 خلية استماع، وتخصيص غلاف مالي يقدر ب 500 مليار لاحتواء هذه الآفة.