أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي على التضامن الفعلي الذي أثبتته الدول الإفريقية من خلال مشاركتها بقوة في المهرجان الثقافي الافريقي الثاني بالجزائر لتبرهن للرأي العام العالمي أن الأفارقة شعبا وحكومة تربطهم علاقات أخوية وقوة موحدة تمكنهم من صد العدوان الخارجي الذي يهدد قارتهم. وأوضحت الوزيرة في افتتاح أيام المسرح الإفريقي بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي أن هذا المهرجان سيكشف الضوء على ثراء الثقافة والفن الذي تزخر به القارة السمراء. وأشارت تومي في كلمتها الافتتاحية التي قرأها نيابة عنها مدير دائرة المسرح الوطني أمحمد بن قطاف إلى أن هذا العرس الإفريقي يعد بمثابة نقطة لتجديد العهد مع الشعوب الإفريقية واثبات للعالم أجمع أن السمراء تحتوي على رصيد ثقافي متنوع متجذر في عمق الإنسانية. ''ها قد عاد اليوم -تضيف تومي- المسرح الإفريقي بعد أربعين عاما إلى أحضان الجزائر الذي شهدت ولادته عام 1969 والذي احتوى قضية السمراء بكل أبعاده الإيديولوجية والفكرية وكان محطة لانطلاق مشوار مسرحي حقيقي مبني على أسس ومبادئ مناهضة لفكر التميز العنصري ونبذ التفريق العرقي الذي ميز القارة السمراء منذ أمد بعيد''. كما توقفت تومي بالمناسبة عند مسيرة الفنان المسرحي الجزائري مصطفى تومي'' هذا المسرحي الذي عرف كيف يترجم محنة إفريقيا فنيا''. وفي سياق مماثل قالت المسؤولة الأولى عن القطاع أن المسرح أصدق تعبير عن ذات الإنسان الإفريقي المؤلمة، على اعتبار أنه ساهم في تأسيس مختلف أشكال الحضارات وتولد عنه ثراء إفريقيا الثقافي وعطاءها السخي في الثقافة والفن على المستوى العالمي. وفي توضيحها الهدف من تنظيم هذا العرس الإفريقي قالت تومي إن التظاهرة جاءت لإرساء آلية التبادل الثقافي والاجتماعي بين دول الاتحاد الإفريقي، وأن تساهم في مد جسور أواصر المحبة بين الشعوب الإفريقية الشغوفة بالسلام، وأنه بمثابة إضافة لبنة تؤسس لعلاقات تضامنية للتعاون والتآخي بين بلدان القارة السمراء.