افريقيا.. بلدة مريم ماكيبا وماماتو مانغالا كامارا وبابا ويمبا وكيمي جيمس أواي وتشينوا أتشابي... بلدة تتميز ببيوتها الخشبية المصنوعة من جذوع الشجرالمجوفة، ذات القرميد الأصفر الذي يرسم لوحة جميلة تحاكي بألوانها زيتيات التشكيليين الأفارقة من أمثال صموئيل فوسكو، لينينان بوتا من جنوب افريقيا، بودوان بيونغي من جمهورية كونغو الديمقراطية، ساساما سيبا من زيمبابوي، صاموئيل نجاكو وغي ويتي من الكاميرون، هارندا ديكو من مالي اليز فيت من السنغال وغيرهم كثيرون الذين اتخذوا من الطبيعة مصدرا لإلهاماتهم. ولكن هنا، المشهد حي، ومعه تحتار العين أين توجه نظراتها.. كل شيء جميل.. وإن بدأ الأبيض يفسح الطريق أمام سواد الليل واحمرارالأرض.. وإن بدأ الضباب يختفي تدريجيا ليترك الصورة واضحة عن هذا المشهد الشامخ... هذا المشهد الخلاب يمكن رؤيته من كل غرفة وكل زاوية في هذا المكان الفسيح افريقيا.. هنا في هذا المكان وفي هذه الأرض الطاهرة نبحث عن حريتنا من أجل الاسترخاء واستنشاق الهواء النقي والتخلص من ذاك الخوف العنصري والقهر والإبادة الحياتية الذي يتسلل بخطى خفية نحو افريقيا، فتكون الحرية خير ملاذ ..هناك حيث تبدو عراقة الثقافة السمراء غير محصورة بتراثها وفنها وأدبائها وشعرائها، فيهذه البلدة يلاحظ الزائر تلك اللمسة الخاصة في ترتيب الاشياء والقطع والمجسمات وفي انتقاء اللوحات وتنسيقها. كل شيء هنا يشي بوجود حس مرهف وذوق رفيع ودقة في انتقاء الفنون والثقافات بكل هدوئها وصخبها وسكونها وجنونها، كل ذلك مرتّب من دون تكلّف .. هذا الأمر يمكن لمسه بوضوح عبر أجواء ممتعة في عرس ثقافي افريقي اسمه ''المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر''.