أسدل الستار، أول أمس رسميا ،على فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر، بحفل فني كبير احتضنته قاعة الأطلس بالعاصمة يحكي من خلاله تاريخ القارة السمراء. حفل الاختتام الذي تشكل من ستة عشر لوحة مستنبطة من جمال الطبيعة الإفريقية صمم موسيقاها فريد عوامر ورقصاتها الكوريغرافية سفيان بلقرع تكريما لروح المغنية الشهيرة مريم ماكيبا، وعكست في مشاهد فنية باهرة تاريخ القارة وأهم ما تعانيه بداية بلوحة تحاكي أهمية الماء كعنصر للحياة. و في هذا السياق قالت وزيرة الثقافة خليد تومي على هامش الحفل الختامي أن الشباب الجزائري والإفريقي استطاعوا من خلال المهرجان أن يبرهنوا أنهم مرتبطون بأصالتهم وبتراثه الإفريقي ومتفتح على التكنولوجيات وعلى العصرنة. ومن جهة أخرى أكد فريد عوامر أن حفل الاختتام، الذي كان أغلب المشاركين فيه جزائريون، يراد من خلاله إظهار حقيقة مفادها أن إفريقيا هي الأم، تمخض عن بعض الأبحاث التاريخية التي قام بها، موضحا أنه تضمن موضوع اكتشاف كريستوفر روس لأميركا وتواجد الأفارقة في القارة الأمريكية. وأضاف أن الرسالة التي يحملها العرض هي ماذا يعني أن تكون إفريقيا في سنة 2009، كما قال أنه حاول يتطرق إلى أمور جديدة لم يتم التطرق إليها وقد تناغمت مختلف اللوحات بألوانها مع الموسيقى المستعملة التي تنوعت بين موسيقى الجاز والبلوز وبعض الموسيقى التقليدية الجزائرية منها والإفريقية، ورافقتها لوحات إلكترونية عرضت بعض المشاهد للمهرجان الإفريقي الأول الذي احتضنته الجزائر سنة 1969، كما تضمن ثنائي افتراضي بين ميريام ماكيبا و المغنية مريم لازالي في أغانية "أفريكا"، واستمتع جمهور قاعة الأطلس أيضا بأغاني جماعية صفق لها بحرارة كبيرة وتفاعل معها مثل "ماكايكة" و "أنا حرة" و"باتا باتا".وكانت مختلف الساحات العمومية وقاعات الحفلات والمسارح الجزائرية في العاصمة وغيرها من المدن عاشت على وقع فعاليات المهرجان الإفريقي الذي احتضنته الجزائر من الفترة الممتدة من الخامس إلى العشرين من شهر جويلية الجاري ، والذي شارك فيه حوالي 8 آلاف شاب و شابة مثلوا أكثر من 51 دولة افريقية.وكان المهرجان الذي حمل شعار" إفريقيا التجديد والنهضة" فرصة للمشاركين لإبراز الثقافة الإفريقية وتراثها الضارب في أعماق التاريخ، كما شكل فرصة لتوطيد أواصر الأخوة والصداقة بين هؤلاء الشباب والتعريف بالقيم والتقاليد المختلفة والثرية لحضارة القارة الإفريقية.الهام سعيد