حاول الرئيس الفرنسي التقليل من حدة كلامه بخصوص قضية مقتل الرهبان الفرنسيين بمنطقة تبحرين بالمدية عام ,1996 حيث قال أن موقفه لحد اليوم لا يزال مبنيا على أن من كان وراء الاغتيال هي الجماعة الإسلامية المسلحة، مجددا تأكيده انه لن تكون سرية دفاع في هذه القضية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن ساركوزي قد قال أول أمس، على هامش قمة دول الثمانية بايطاليا ''لن تكون هناك سرية دفاع في هذه القضية، لتكن الأشياء واضحة''، محاولا التبيين أن ما ادعاه مؤخرا الملحق العسكري السابق بالسفارة الفرنسية بالجزائر فرنسوا بوشوالتر لن يؤثر على العلاقات الجزائرية الفرنسة، حيث أردف في هذا الشأن بالقول ''لماذا تريدون أن تؤدي المسألة إلى توتير علاقاتنا مع الرئيس الجزائري؟ القضاء وضع يده على القضية وليقل القضاء الحقيقة". وقال الرئيس الفرنسي أن موقفه بخصوص منفذي حادثة تبحرين لا يزال موجها للجيا، حيث قال ''إن موقفي ما زال مبنيا على بيان الجماعة الإسلامية المسلحة رقم 44 عام ,1996 الذي تبنت فيه اغتيال الرهبان. أنا لم اتهم أحدا، أريد أن تظهر الحقيقة". ويأتي قول ساركوزي بان موقفه مازال مبنيا على بيان ''الجيا'' بعد التنديد الواسع الذي جاء من أغلب الأحزاب والمنظمات الجزائرية حيال ما ادعاه الجنرال فرنسوا بوشوالتر، حيث أجمعت كل هذه التنظيمات أن تصريح الجنرال الفرنسي غير بريئة و تقف وراءها دوافع سياسية، بالنظر إلى إخفاء هذا الادعاء مدة 13 سنة من وقوع الجريمة، الأمر الذي يجعل هذه الشهادة تصب في خانة الدعاية الفرنسية الهادفة إلى تشويه سمعة الجزائر، حسبما قال في وقت سابق رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان مصطفى فاروق قسنطيني ، وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك حين ربط بين التصعيد الفرنسي الأخير، ومحاولة الضغط على الجزائر من أجل نيل امتيازات إضافية في الاستثمار والرفع من بعض تداعيات اّلأزمة المالية العالمية على باريس عبر بوابة الجزائر.