أردت أن يكون العرض الأول للفيلم جزائريا رغم كل الدعاوى التي تلقيتها وقع المشاركة الجزائرية الوحيدة ضمن مسابقة الاهقار الذهبي بمهرجان وهران ضمن عمله التاريخي '' رحلة إلى الجزائر '' مشاركة اعتبرها المخرج عبد الكريم بهلول تحية للمرأة الجزائري المجاهدة. اغتنمنا فرصة تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران لنستفسرأكثر عن تفاصيل وكواليس هذا العمل التي تجدونها في هذا الحوار. شاركت هذه السنة ضمن مسابقة الاهقار الذهبي بفيلمك ''رحلة إلى الجزائر'' ماذا يمكن أن تقول عن هذه المشاركة ؟ أسعدني أن يكون العرض الأول للفيلم هنا بوهران في إطار المهرجان الدولي للفيلم العربي، والحقيقة كنت قد رفضت عرض الفيلم في أي مكان آخر قبل الجزائر، وفضلت تركه ليكون لي شرف تقديمه في بلدي التي تحتضن مهرجانا سينمائيا دوليا بحجم مهرجان وهران . خلال المناقشة قلت أن قصة الفيلم مستمدة من سيرتك الذاتية . إلى أي مدى استفاد العمل من هذه الذاتية التي ربطتك كمخرج بالعمل؟ حقيقة أن مادة الفيلم مستمدة من سيرتي الذاتية بنسبة تسعين بالمائة، فمعظم تفاصيل القصة عايشتها شخصيا بحيثياتها وتفاصيلها، فأرملة الشهيد هي أمي التي استشهد زوجها خلال الثورة، و الطفل ''قاديرو'' هو يجسد قصتي الشخصية وهو سبب تشابه ملامحه مع ملامحي. ما هي الرسالة التي أردت إيصالها عبر الفيلم ؟ العديد من الرسائل يحملها هذا العمل، أهمها إبراز الدور الكبير الذي لعبته المرأة الجزائرية إبان الثورة المظفرة وبعد الاستقلال. حيث وقفت جنبا إلى جنب مع الرجل في كسب القوت، و دعم الحركة النضالية، لتكمل مسيرة كفاحها ضد الاستعمار بمواصلة كفاحها بتربية أولادها بعد استشهاد زوجها . كما أردت من خلال الفيلم إلقاء الضوء على مرحلة جد حساسة في تاريخ الجزائر وأعني السنوات الأولى للاستقلال أيضا التي تناولت من خلال العمل العلاقة بين المواطن والحاكم حيث يقدم الفيلم نموذجا ايجابيا عن العلاقة بين الشعب والسلطة من خلال تشجيع المواطن على ممارسة حقه في المواطنة دون خوف. كان يفترض ادراج الفيلم ضمن المشاريع السينمائية الخاصة ببرنامج تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية في 2007 . لماذا تأخر العرض حتى اليوم؟ صحيح أن العمل حصل على دعم من وزارة الثقافة ضمن برنامج تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية ، غير ان الميزانية التي منحت للفيلم ميزانية قليلة جدا، حيث أنتج العمل بغلاف ما لي يقدر ب9 مليار رغم كونه فيلما تاريخيا، وهو ما كان سببا في نقص الكثير من التفاصيل الخاصة بالظرف الزمني للعمل .