بعد أن نزل ضيفا على الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، عاد المخرج السوري ''حاتم علي'' هذه السنة ليشارك الجزائر عرسها السينمائي في دورته الثالثة إلى جانب نخبة من شموع السينما العربية موقعا مشاركة قوية بفيلميه '' الليل الطويل '' الذي دخل به منافسة الأفلام الرواية الطويلة إضافة إلى فيلم ''سيلينا'' الذي عرض خارج المنافسة. اغتنمنا فرصة تواجد هذا السينمائي المتألق من بين ضيوف المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران لنجري معه هذا الحوار. كيف وجدت مهرجان وهران أمام زخم المهرجانات العربية والعالمية التي تشهدها السينما اليوم؟ ** مهرجان وهران واحد من المهرجانات العربية الهامة والثقيلة وأعتبره شخصيا اضافة متميزة على خارطة المهرجانات العالمية لا العربية فحسب، ولعل أهم ميزاته انه المهرجان العربي الوحيد المخصص لترقية السينما العربية لاقتصاره على الأفلام العربية فحسب. على خلاف المهرجان الدولية الأخرى مثل قرطاج والقاهر ة ودبي.. وهذه هي ميزته المحددة لهويته. فالمهرجان رسم لنفسه خطا محدد المعالم. وأعتقد انه مهرجان محظوظ، ان صح التعبير، لوجوده بين أيدي إدارة جيدة تتسم حقيقة بالصدق والإخلاص برئاسة حمراوي حبيب شوقي. ما تقييمك للدورة الثالثة من المهرجان باعتبارك كنت من بين السينمائيين المشاركين في الدورة الثانية؟ ** من خلال متابعتي للدورتين السابقتين أعتقد أن المهرجان يتطور من طبعة إلى أخرى. وأنا أكيد انه بعد فترة سيتحول من مجرد تظاهرة ثقافية تخص السينمائيين والفنانين والمثقفين إلى حدث شعبي واجتماعي مهم يجمع شمل كل سكان وهران في إطار برنامج ثقافي فني اجتماعي وسياحي موحد. نال فيلمك '' الليل الطويل '' شهرة كبيرة وحقق إيرادات عالية، ما سر نجاح هذا العمل؟ ** لا يخفى على احد أن السينما العربية تعاني من مشكل التمويل وهو مشكل نسبي تختلف درجة تأثيره من بلد إلى آخر. ولكن لا يجب أن يقف عائقا أمام رغبتنا في إنتاج أفلام ذات جودة من طرح المواضيع ومعالجتها الدرامية ومن حيث التقنية الإخراجية التي من شانها فتح آفاق وإيجاد حلول للسينما المحلية. وعليه فعلى السينمائيين العرب التفكير في إيجاد وحلول لأزماتهم وأظن أن الكاميرا الرقمية هي واحدة من الحلول للتغلب على المعضلة. والمهم بالنسبة لي هو التوجه إلى اختيار الموضوعات البسيطة التي لا تحتاج إلى إمكانيات كبيرة لكنها تستهوي وتستقطب المشاهد. وهل كنت تنتظر أن يتوّج فيلمك ''الليل الطويل '' بجائزة الأهڤار الذهبي؟ ** الجوائز هي تعبير عن وجهة نظر مجموعة من المختصين والمهتمين بالسينما الذين نسميهم نحن لجنة التحكيم. لكن فوز فيلم بجائزة لا يعني انه جيد بالضرورة والعكس صحيح لان الجائزة لا تعدو أن تكون مجرد وجهة نظر المحكمين، وهذا لا يعني بالمقابل الإنقاص من قيمة الجائزة فهي محاولات جيدة للرقي بالسينما العربية. ومن الناحية المعنوية فيها اعتراف بأهمية العمل والجهد المبذول وذلك مهم. وما رأيك في نوعية الأفلام المشاركة في الدورة الثالثة من عمر المهرجان؟ ** جمع المهرجان في دورته هذه عددا من الأفلام العربية القوية ومجموعة كبيرة من الأعمال الجيدة التي دخلت المنافسة بقوة وعلى سبيل المثال فيلم '' ملح هذا البحر '' من فلسطين و''أيام الضجر'' من سوريا و''كازانيغرا'' المغربي و''دكان شحاته'' من مصر، وعليه فيمكننا أن نقول إن مهرجان وهران، ورغم انه مازال فتيا بالنظر إلى عدد دوراته، إلا انه استطاع استقطاب عدد لابأس به من الأعمال العربية والأسماء السينمائية القوية. وماذا عن السينما الجزائرية ومشاركتها في مسابقة الاهڤار الذهبي؟ ** شاهدت فيلم ''رحلة إلى الجزائر'' للمخرج الجرائري المغترب '' عبد الكريم بهلول، وأرى انه فيلم مؤثر ومهم بالنظر إلى الموضوع الذي يعالجه. أما عن السينما الجزائرية والفيلم الجزائري عموما فهي ذات مكانة رفيعة في الوطن العربي وتستحق التقدير، فالجزائر هي البلد الوحيد الذي حاز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلم '' وقائع سنين الجمر '' للخضر حامينة.