أكد الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، أن الحلف تحت قيادته سوف يعمل لتنشيط علاقاته وحواره مع الجزائر إلى جانب عدة دول من حوض المتوسط والدول المشمولة بمبادرة إسطنبول، من أجل الوصول على تعاون أكثر فاعلية في المجالات المشتركة مثل محاربة الإرهاب. وأشار الأمين العام الجديد للناتو في مؤتمر صحفي عقده أول أمس في بروكسل بمناسبة توليه مهام منصبه الجديد مطلع الشهر الجاري، إلى أن الحوار مع هذه الدول سوف يتصف بالإحترام والفهم المشتركين، وقال في هذا الصدد ''سأعمل على استدعاء سفراء هذه الدول واحداً تلو الآخر والتحاور معهم بشأن حزمة من الأفكار تفيد في دفع تعاونهم الثنائي والإقليمي مع الناتو''، بحسب تعبيره دون أن يعطي المزيد من التفسير حول طبيعة الأفكار التي يريد بحثها مع هؤلاء. وأعرب راسموسن عن قناعته بأهمية تطوير الحوار والعلاقات مع دول العالم الإسلامي من أجل تعزيز الأمن. وأبدى ثقته بأن الجزائر ستعي أهمية الحوار مع الناتو تحقيقاً لمصالحها ولتطلعات الطرفين في محاربة الإرهاب ومنع إنتشار أسلحة الدمار الشامل. يشار إلى أن تقييم الحلف لدور الجزائر في هذه الحرب ضد الإرهاب هو تقييم جيد حسب خبراء ''الناتو''، الذين يعتبرون الجزائر الدولة الأكثر نشاطا في تعاونها مع ''الناتو'' في جنوب البحر الأبيض المتوسط، وقد سجل الحلف الأطلسي هذا الدور الإيجابي للمؤسسة العسكرية الجزائرية وقوات الأمن والدرك أثناء زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في وقت سابق لمقره ببروكسيل، وقال الحلف في هذا السياق ان الرئيس بوتفليقة هو القائد العربي الوحيد الذي زار القيادة العامة للحلف و تفقد منشآتها، حيث شكر هذه المنظمة العسكرية العالمية على مجهوداتها وتعاونها مع الجزائر في محاربة آفة الإرهاب قائلا ''إننا نواجه نفس الخطر وأن أمن أوروبا من أمن الدول المتوسطية''. من جهة أخرى أكد راسموسن في حديثه الأهمية القصوى التي سيوليها خلال فترة توليه الأمانة العامة للناتو لتحسين مستوى العلاقات مع روسيا، ف''يجب أن يفهم القادة في موسكو وكذلك الشعب الروسي بأن الناتو ليس عدواً لهم وليس موجهاً ضدهم وأن من مصلحتنا تطوير شراكة إستراتيجية أطلسية روسية''، على حد تعبيره، وأكد أن الحرب على جورجيا الصيف الماضي قد تركت ''آثاراً سلبية'' على العلاقات بين موسكو والناتو، وقال ''من الصعب التفكير بأن العلاقات ستعود بسرعة إلى سابق عهدها، ولكننا نريد العمل مع روسيا لإعادة بناء الثقة ودفع التعاون على المسرح الدولي، خاصة بشأن مصادر قلقنا'' المشترك. وأضاف مشيرا إلى أنه يمكن التعاون مع موسكو لتحقيق المصالح المشتركة خاصة في المجال الأمني ومحاربة الإرهاب وأفغانستان، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، منوها بأن ''على روسيا احترام التزاماتها الدولية بشأن عدم انتهاك سيادة ووحدة أراضي الدول المجاروة لها''، مؤكداً أن هذا الأمر يعد من ''أهم نقاط الخلاف والتوتر'' بين الحلف والقيادة الروسية.