كشفت مصادر إعلامية عن حيثيات وثيقة صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية ''البنتاغون'' موجهة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بخصوص ملف الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليزاريو، حيث تقترح الخلاصات الأهم للوثيقة الإفراج عنها سيكون في شهر سبتمبر القادم إعلان موعد استراتيجي لإنهاء المفاوضات بين الطرفين، والتوجه فيما بعد إلى مجلس الأمن لإعلان عقوبات تدفع إلى حل نهائي للصراع. وصبت حيثيات الوثيقة التي استعرضتها صحيفة ''الأسبوع الصحافي'' المغربية، في التأكيد على أن إبقاء المفاوضات مفتوحة كما هي عليه اليوم، أصبح أمرا لا طائل منه، إضافة إلى أن مجلس الأمن لا يريد مفاوضات لربح الوقت، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يدعم الفشل ''العنوان الأبرز للمفاوضات التي احتضنتها منهاست في ضاحية نيويورك''، لذلك المطلوب تفعيل ضغوط كافية للتوصل إلى نتائج عملية تسهل من إنجاز المهمة التي أطرها مجلس الأمن. وفي هذا السياق أكد محللون سياسيون أن مجلس الأمن، في حالة إسقاط خلاصات الوثيقة على أرض الواقع، لن يفرض حلا، وإنما سيضع المشكل الصحراوي تحت الفصل السابع، وهو الوضع الذي سيسهل التوصل إلى حل انتقالي ومن ثم نهائي للمشكل. وأضافوا أن الرئيس الأمريكي أوباما يستعد ل''خريف مغاربي ساخن'' نهاية هذه السنة، بتعبير المحلل الأمريكي جيم هوغلاند في مقال له صدر مؤخرا بيومية ''الواشنطن بوست'' في ظل التطورات الأمنية التي تشهدها المنطقة المغاربة، منها تطورات الملف الموريتاني بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة من جهة، والتفجير الانتحاري الجديد المحسوب على أتباع القاعدة في المنطقة، وكون تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة لم يعد شماعة أمام صناع القرار في المنطقة لتأجيل التوصل إلى حل نهائي لملف الصحراء الغربية، بالتنسيق مع الإكراهات التي تفرزها الحسابات الاستراتيجية للإدارة الأمريكية في المنطقة. يُذكر أن كريستوفر روس خلص في جولته السابقة إلى عقد لقاءات غير رسمية بين طرفي النزاع كنتيجة لفشل مفاوضات مانهاست التي قادها سلفه الهولندي بيتر فان والسوم، والذي أشرف على إجراء أربع جولات من المباحثات بين المغرب وجبهة البوليزاريو في ضاحية مانهاسيت بنيويورك منذ عام 2007 فشلت في التوصل إلى حل نزاع طال أمده. يشار أيضا إلى أن الإعلان عن حيثيات الوثيقة الصادرة عن ''البنتاغون'' والتي سيفرج عنها شهر ''سبتمبر'' القادم، جاء متزامنا مع انطلاق مسلسل المفاوضات غير الرسمية بين الطرفين، بحضور وفدين مصغرين عن طرفي النزاع إضافة إلى الجزائر وموريتانيا بصفتهما بلدين ملاحظين. وتجرى الجولة في فيينا خلف أبواب مغلقة، بطلب من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، الذي يشرف عليها شخصيا. و للإشارة فقد عقدت جولات من المفاوضات المباشرة، بين طرفي النزاع، (جبهة البوليزاريو والمغرب) برعاية الأممالمتحدة، سنتي 2007 و 2008 في نيويورك دون التوصل إلى اتفاق. وقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في آخر تقرير له بشأن الصحراء الغربية، التزام كلا الطرفين بمواصلة المفاوضات، وقبول اقتراح مبعوثه الشخصي بشأن إجراء جولة تمهيدية قبل استئناف المفاوضات. يذكر إلى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما كان قد وجه رسالة إلى العاهل المغربي، أكد فيها على الدعم الأمريكي الصريح لمبادرات المبعوث الأممي، وجاءت الرسالة الجوابية الأمريكية كرد على رفض محمد السادس استقبال المبعوث الأممي .