كشفت أمس مصادر جزائرية من الاجتماع غير الرسمي بين المغرب وجبهة البوليساريو المنعقد بالعاصمة النمساوية فيينا أن الفجوة بين طرفي الاجتماع ظلت عميقة بسبب الاتهامات المتبادلة بين رئيسي الوفدين المغربي والصحراوي، المتعلقة بإيصال التسوية السلمية للنزاع في الصحراء الغربية إلى طريق مسدود• وأضافت المصادر، نقلا عن وكالة الأنباء الإيطالية، أن أجواء المشاورات كانت متشنجة، ما يستبعد استنادا لهذه التصريحات إمكانية التوصل إلى حل توافقي لتسوية النزاع، وأن الأمر سيؤول إلى ما آلت إليه المفاوضات السابقة التي عقدت بمنهاست الأمريكية منذ سنة 2007 دون تحقيق ولو خطوة إيجابية في طريق حل النزاع حول الصحراء الغربية• وقالت نفس المصادر، التي لم تكشف عنها الوكالة، إن عضو وفد البوليساريو، عبد القادر طالب عمر، اتهم المغرب بمحاولة نسف جهود الأممالمتحدة لتسوية أزمة الصحراء الغربية، وانتقد مضمون كلمة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، التي ألقاها عشية جولة المشاورات التحضيرية في النمسا، بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتلائه العرش• وأضافت نفس المصادر أن الممثل الصحراوي أكد أنه ''إذا ظلت الأمور تراوح مكانها في حلقة مفرغة وإلى ما لا نهاية وفشلت المفاوضات، فإن ذلك يضعنا أمام خيار وحيد هو استئناف القتال''• وهو دليل على أن اجتماع فيينا غير الرسمي، والذي حضرته الجزائر وموريتانيا بصفتهما عضوين مراقبين بناءً على دعوة من الوسيط الأممي، كريستوفر روس، لم يصنع الاستثناء وأنه نسخة عن اجتماعات ''منهاست''• وقد استؤنفت أمس المشاورات غير الرسمية في منتجع ''دورنشتاين''، الواقع في مقاطعة النمسا السفلى، وسط إجراءات أمنية مكثفة وخلافات حادة• وتعتبر الوثيقة التي وجهتها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون إلى وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، المتعلقة بمنح طرفي النزاع حول الصحراء الغربية مدة سنة للتوصل إلى حل نهائي دليلا على قناعات كثيرة من أن حل النزاع لن يكون بالأمر السريع ولا السهل، وأن الأمر يتطلب ممارسة بعض الضغوط لإنهاء النزاع• للتذكير، تضمنت الوثيقة التي تناقلتها أول أمس وسائل الإعلام تحديد موعد استراتيجي لإنهاء المفاوضات بين المغرب والبوليساريو والتوجه فيما بعد إلى مجلس الأمن لإعلان عقوبات تدفع إلى إنهاء الصراع، كما تتضمن الوثيقة رؤية واضحة تفيد بأن الإبقاء على المفاوضات مفتوحة على ما هي عليه اليوم أمر لا طائل منه•