قرر الفنان التشكيلي المصري طاهر عبد العظيم أن يرد على الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة دانماركية، بملحمة فنية تشكيلية من ألوان الزيت حول سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستغرق مشروع الدكتور عبد العظيم وفقا لصحيفة ''الوطن'' الكويتية عاما ونصف العام، ويعد عملا تشكيليا ملحميا يحمل اسم ''رؤية تشكيلية للسيرة النبوية'' ويضم 9 لوحات رئيسية تبدأ بعام الفيل. وتنتهي بالوحي ونزول الرسالة على النبي صلي الله عليه وسلم. وأوضح عبد العظيم أن هذا المشروع يعد بداية لمشوار يطمح ان يقطعه وأن تكون هذه اللوحات نواة لعمل متحف خاص بالاحداث العظيمة للسيرة النبوية بشكل يتماشى مع معطيات العصر والتكنولوجيا الحديثة باختلاف وسائطها كالصوت والضوء وأعمال الكمبيوتر ثلاثية الأبعاد. وشدد على انه انفعل بقضية الرسوم المسيئة للرسول كفنان مسلم لم تستطع العولمة ان تجعله يغض الطرف عن هذه المسألة او يعتبرها من قبيل حرية التعبير، متسائلا كيف يمكن ان تعتبر إهانة الرسوم الدينية حرية للتعبير والابداع. وتابع الفنان المصري انه شعر بالحاجة الى اصول هذه الحضارة واهمها السنة النبوية التي تتعرض لهجمة تتارية تغذيها نزعة غربية للتطرف، مشيرا الى انه وجد انه لابد من الاهتمام بثقافتنا اولا قبل الدخول الى اي حوارات او تفاعلات. عبد العظيم لم يجد طريقة اكثر تحضرا من الرد بنفس الأسلوب ولم يجد ابلغ من الرد بسيرة الرسول الاعظم الذي حاولوا الاساءة اليه. لافتا الى انه خلال فترة العمل بالمشروع وقبل الشروع في اللوحات الفنية قام بقراءات في كتب دينية متعلقة بالسيرة من مراجع متعددة. وأشار الدكتور عبد العظيم إلى انه لجأ الى دار الافتاء المصرية لحسم الامور المختلف عليها تاريخيا وشرعيا لافتا الى ان تعايشه مع الاحداث خلال هذه الفترة أدى الى خروج اللوحات التشكيلية الى هذا الشكل. ومن جهته أكد فضيلة المفتي خلال افتتاح المعرض بمتحف الفنان محمود مختار بالقاهرة، أن اهم ما تميزت به الحضارة انها جعلت خدمة الوحي الشريف ''كتابا وسنة'' محور علومها ومحط ابداعها، فوصلت بذلك الى غاية الاتساق بين الكون والوحي. وأبدى سعادته بالمشاركة في تقديم هذا العمل ليكون نواة صالحة لتوجيه الفن الى خدمة السيرة النبوية الشريفة، لتجد السيرة العطرة سبيلها بالوسائل المتنوعة الى قلوب الناس وعقولهم في شتى الثقافات.