أعرب خبراء أمنيون عن قلقهم البالغ إزاء أمن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع تنامي نمط التهديدات والخطابات العدائية التي تستهدف أول رئيس أمريكي أسود ، خاصة مع تزايد الجدل بشأن برنامج الرعاية الصحية. وقال جهاز الخدمات السرية أنه يتحقق في الوقت الراهن من أمريكي قام بحمل لافتة كتب عليها: ''الموت لأوباما'' و''الموت لميشيل أوباما وأبنتيها الغبيتان''، في مريلاند هذا الأسبوع. وشدد الخبراء على ضرورة عدم تجاهل الارتفاع الحاد في عدد وقوة المليشيات، التي ساعدت في إذكاء جذوة الإرهاب الداخلي إبان فترة التسعينيات، وتطويعها التقنيات الحديثة مثل ''يوتيوب'' والإنترنت وموسيقى الروك لتجنيد عناصر جديدة لبث الخوف والكراهية. وكان تقرير أعده مركز ''ساوثرن بوفرتي لو'' حذر الأسبوع الماضي من خطر تصاعد قوة المليشيات اليمينية المسلحة في أمريكا، ونبه إلى أن تنامي قدراتها قد يهدد بدخول الولاياتالمتحدة في دوامة من العنف الداخلي ''في المستقبل القريب'' على حد تعبيرها. وذكر المركز: ''أن الأجهزة الأمنية الأمريكية رصدت وجود 50 مليشيا جديدة في البلاد عام ,2009 تمارس تدريبات مسلحة، ونقل عن خبير أمني قوله إن مسألة اندلاع عنف وتهديدات بات ''مسألة وقت''. ونقلت شبكة'' ايه بي سي'' عن براد غاريت، المحقق السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية، إنه ''بالتأكيد وقت مخيف للغاية.. الخدمات السرية ليست في موقف يتيح لها التغاضي عن أي حادث أو شخص'' ، وأضاف غاريت: ''أنهم بحق متخوفون من حدوث خطب ما لأوباما''. وأورد التقرير عن مارك بوتوك، مدير ''مركز ساوثرن بوفرتي لو'' قوله: ''أعتقد أن الرئيس قد أجج مشاعر خوف أعداد كبيرة من المواطنين البيض في البلاد بأنهم، وعلى نحو ما، يفقدون بلادهم''. وإلى ذلك، لفت تقرير المركز الذي نشر الأربعاء الماضية ، و يحمل عنوان ''الموجة الجديدة: عودة المليشيات'' إلى أن العناصر المسلحة المنضوية في هذه التنظيمات تضم ''عناصر قومية'' موزعة على حركات لمجموعات شبه مسلحة أو تيارات تعارض دفع الضرائب للحكومة المركزية أو اتجاهات تنادي ب''السيادة الوطنية''. ونقل التقرير عن مصدر أمني لم يكشف عن اسمه قوله: ''إن المليشيات اليمينية شهدت خلال العقد الحالي نمواً غير مسبوق، مضيفاً: ''الأمر لا يحتاج إلى أكثر من شرارة.. الوصول إلى مرحلة من العنف والتهديدات مسألة وقت ليس إلا''. يشار الى انه في فيفري الماضي، أوضح تقرير أعدته هيئة أمريكية مختصة، إن التنظيمات المتشددة والعنصرية المعروفة باسم ''مجموعات الكراهية''، التي تضع نصب أعينها معاداة طبقة أو عرق أو شريحة معينة، تزايدت بنسبة 54 في المائة منذ عام ,2000 لتصل إلى أعداد غير مسبوقة في تاريخ البلاد. وذكر التقرير أن تلك المجموعات التي كانت تصب جام غضبها على المهاجرين اللاتينيين، بات لديها اليوم أعداء جدد، وعلى رأسهم أول رئيس أمريكي أسود اللون، باراك أوباما، إلى جانب الأزمة المالية العالمية، التي رفعت منسوب المشاعر العدائية.