الوافد على مقاهي الأنترنت يتفاجأ بالعدد الهائل من الشباب وحتى الأطفال المتواجدين داخل القاعة، والذين لا يزيد عمرهم عن اثنتي عشرة سنة، بعدما أصبحت ألعاب الشبكة العنكبوتية الوسيلة الوحيدة لملء فراغهم، خاصة مع تزامن شهر رمضان المعظم مع العطلة الصيفية، فلا سبيل لهم لتمضية الوقت سوى ملازمة مقاهي الانترنت إلى غاية لحظات قليلة قبل الأذان. تعرف جل قاعات الأنترنت الموزعة عبر بلديات العاصمة هذه الأيام، ازدحاما كبيرا واكتظاظا بداخلها نتيجة إقبال وتوافد عدد كبير من الكبار وحتى فئة الأطفال طيلة اليوم عليها لقضاء وقت فراغهم، ليتم الخروج من هذه القاعات ويتم غلقها من قبل مسيريها ببضعة دقائق فقط قيبل موعد أذان الإفطار. وفي استطلاع ''الحوار'' للموضوع التقينا رضوان بإحدى قاعات الأنترنت بالعاصمة، وهو شاب جامعي بكلية العلوم السياسية، قال إنه منذ اليوم الأول من الشهر الفضيل وهو يتداول على قاعة الأنترنت لتمضية الوقت، في حين يقول عبد القادر أب لثلاثة أطفال، إنه هو الآخر استحسن جدا فكرة قضاء فراغه وتمضية وقته بقاعة الانترنت طيلة اليوم، معتبرا أن هذه الأخيرة تساعد على تفعيل التعامل اليومي للأجيال الجديدة مع التكنولوجيات الحديثة وتحبيبهم فيها. ألعاب مقاهي الأنترنت تستقطب الأطفال الصائمين لتمضية الوقت المنافسة على الفوز من خلال الألعاب التي تعرضها المواقع الإلكترونية، أو حتى الألعاب المُحمَّلة على الأقراص والتي يوفرها أصحاب قاعات الأنترنت، تدفع بالكثير من الأطفال إلى التوافد على هذه القاعات من أجل تمضية وقتهم مع أصحابهم عن طريق ''السرفر''، وهي شبكة تسمح لأشخاص عديدين بالاشتراك في لعبة واحدة في الوقت نفسه، وفي هذا الصدد يقول أحد ملاك قاعة الأنترنت بعين البنيان، في هذا الشهر الفضيل أضحت كل مقاهي الإنترنت بؤرة استقطاب لأطفال في سن تتراوح مابين اثنتي عشرة وأربع عشرة سنة، يرتادونها ويشاهدون مواقع ويلعبون ألعابا تحمل رسائل محشوة بالعنف. من جهة أخرى، أكد جمال، وهو مسيِّر مقهى انترنت بالأبيار، أن مقهاه يشهد توافدا وإقبالا كبيرا لفئة الأطفال منذ بداية اليوم الأول من الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن الأطفال يقبلون على ألعاب تعتمد في المقام الأول على الذكاء وسرعة البديهة، وهي عامل جذب لهذه الشريحة، مؤكدا أنهم يفضلون سباق السيارات وألعاب الديجيتال، التي تشكل خطرا حقيقيا عليهم بسبب استعانة مخترعها بالخيال العلمي الذي لا يتوافق مع أعمارهم بالإضافة إلى الألعاب القتالية. أصحاب قاعات الانترنت يجنون أموالا كثيرة في رمضان يبتهج ملاك قاعات الانترنت منذ بداية الشهر الفضيل بالإقبال الهائل لهواة الإنترنت للربح الذي يحققونه من ورائهم فهم يدرون عليهم أموالا كبيرة، وهذا ما اعترف به الشاب (ع. م) صاحب قاعة إنترنت بالعاصمة باعتبار أنّها الفترة التي يكثر فيها الطلب على استخدام الشبكة العنكبوتية، خاصة أن أغلبية الأطفال يدفعون بسخاء ودون تذمر وهو ما يستغله أصحاب هذه القاعات. وتختلف غايات قصد قاعات الإنترنت في رمضان فمنهم من يقصدها للاطلاع على الألعاب كما هو حال الأطفال، أما فئة الشباب فغالبيتهم يجره الفضول إلى التعرف أكثر على المعلومات في مختلف المجالات. لتبقى هذه الفترة عند معظم أصحاب قاعات الأترنت فرصة لرفع نسبة استقطاب الزبائن أكثر من كل أيام السنة.