انتقد المحلل السياسي والإعلامي ما اسماه بالفهم الخاطئ للمنظومة التربوية في الجزائر والمستند في كل أطوار التعليم إلى التجربة الفرنسية، مشيرا أن ذلك لم يمكن الجزائر من تطوير جانب الكيف في هذا المجال الحيوي الذي يعد عماد النهضة في كل الميادين، مفيدا أننا لا نأخذ بالمضامين حتى التي تفرضها فرنسا، مقارنا عدد الأطفال في المدارس الفرنسية التي لا يتجاوز عددهم ال 10 تلاميذ في حين تكتظ مدارسنا بأكثر من 40 و50 متمدرسا في القسم الواحد. وكانت '' الحوار '' قد التقت بالمحلل السياسي الدكتور عبد العالي رزاقي على هامش الندوة الفكرية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني بالمقر المركزي في حيدرة نهاية الأسبوع المنصرم تحت عنوان ''المنظومة التربوية في الجزائر التسرب المدرسي وسوق التشغيل''، حيث سألته عن قراءته لوضع المنظومة التربوية في الجزائر، حيث أشار إلى غياب التفكير في الكثير من الأشياء التي اعتبرها أساسية ضمن عملية التواصل الخاصة بالمواطن والتلميذ والطالب والمعلم وحتى الأولياء . وضرب المتحدث في هذا الصدد مثلا، بما يدرس في المدرسة الابتدائية، حيث استدل بكتاب ''مالك وزينة ''، وقال أن المرأة نجدها مرارا وتكرارا تتكلم مع جارتها من الشرفة إلى الشرفة، وهو ما اعتبره الدكتور رزاقي انعداما للتواصل، وليس هذا فحسب فقد انتقد المتحدث الكثير مما اعتبره أخطاء نحوية وصرفية على شاكلة ما يحدث في كتاب الأدب، زيادة على ذلك فقد انتقد الاهتمام بالكم على حساب الكيف، والتي أوصلت الأمور لحد التزوير في الامتحانات وعمليات فتح الأظرفة التي اعتبرها الكاتب الصحفي سلوكات مشينة وإساءة لصورة التربية في الجزائر، وهو ما اعتبره المتحدث مؤشرا خطيرا على الاهتمام بالكم على حساب الكيف. وسألناه حول إذا ما كان الخلل يفرض انتهاج برنامج المدرسة الانجلوسكسونية، حيث أكد أن المشكلة ليست في انتهاج هذا أو ذاك بقدر ما يتطلب علينا الأخذ والبحث عن توفير الحاجات المفقودة من تنظيم وقدرات مادية وبيداغوجية وهو الشيء الذي أكد انعكاسه على مردودية الطالب أو الأستاذ، مفيدا بأننا ما نزال لحد اليوم نتبع حتى الكم الساعي الذي حددته المدرسة الفرنسية .