شرع الديوان الوطني للحبوب ''أوياك'' بداية سبتمبر الجاري في استيراد نحو 300 ألف طن من القمح بنوعيه من الأسواق الدولية، رغم الإنتاج الوفير من الحبوب الذي بلغ 60 مليون قنطار مقابل 17 مليون قنطار سنة .2008 وذكر مصدرون أوروبيون أن المتعامل الفرنسي ''توبفر'' قد استحوذ على الصفقة مقابل 5ر192 دولار للطن الواحد مع تكلفة الشحن، ومن المنتظر أن يتم بالشحنة أولية يصل حجمها إلى 250 ألف طن، مع التعهد باستكمال نحو 75 ألف طن مما تبقى من الحجم الكلي المطلوب في مدة زمنية محددة يتفق عليها لاحقا. وكانت آخر عملية قام بها ديوان الحبوب في شهر جويلية باستيراد نصف مليون طن لتعزيز الاحتياجات وتغطية أي نقص محتمل في الأشهر القادمة، وكذا الاستفادة من التراجع الذي يميز أسعار المواد الغذائية بعد انخفاض أسعار المواد الأولية كرد فعل على تراجع سعر البترول. وحسب توقعات المجلس العالمي للحبوب فإن الجزائر ما تزال تريد استيراد المزيد من الحبوب في الأيام المقبلة، خاصة وأن الأسعار مرجحة للزيادة بفعل انتعاش أسعار البترول مجددا، حيث سجل الطن الواحد 800 دولار سنة 2007 بفعل عوامل أخرى بالسوق. وتأتي طلبية الديوان للحبوب لشراء ال 300 ألف طن من القمح، بعد تلك التي تقدم بها نهاية شهر أوت والمقدرة ب 500 ألف طن، وبهذا تكون الجزائر قد استوردت 800 ألف طن في ظرف شهرين، بينما سبقتها شهر جوان والمتمثلة في شراء بين 150 إلى 200 ألف طن من الحبوب. وتشير التقديرات إلى الحجم الكلي لواردات الجزائر هذا العام ستصل إلى 1ر5 مليون طن من القمح تم اقتناؤها أساسا من فرنسا وكندا، وتميز الموسم الفلاحي 2008-2009 بنتائج إيجابية في العديد من الفروع بفضل نسبة تساقط الأمطار التي كانت وباستثناء بعض الحالات النادرة جيدة بكافة مناطق البلاد، إلا أن الجزائر تبقى تحتل مراتب الصدارة في قائمة البلدان المستوردة للقمح، حيث تجاوزت قيمة وارداتها خلال السبعة الأشهر الأولى من سنة 2009 ما يعادل المليار دولار.