من محاسن الصدف أن تتزامن ليلة الشك أمس بخصوص ترقب هلال شهر شوال، مع الذكرى الخمسينية لإعلان أول حكومة جزائرية مؤقتة، ساهمت في إضفاء حركية غير مسبوقة في نصرة القضية التحررية في المنابر العالمية، وكانت إيذانا بقطع شك فرنسا وتمنياتها بالمحافظة على مقاطعة ما وراء البحار. لقد كانت بحق خطوة دبلوماسية ثورية، انتقلت بالكفاح المسلح من مرحلة إلى أخرى، وارتقت به إلى اختراق ميادين أخرى وفقا لسياسة استغلال كل الوسائل المتاحة من أجل نصرة أصحاب الأرض والحق، في استرجاع سيادتهم المسلوبة، وأرضهم المغصوبة، وخيراتهم المنهوبة بغير وجه حق. لقد قطع يقين الحكومة الجزائرية المؤقتة شك الدولة الاستعمارية بأن هلال الاستقلال آت لا محالة، وأن الجزائريين يرونه قريبا رغم صنائع فرنسا لترينا إياه بعيدا، وكان بيننا وبينه أنهرا من الدماء والأشلاء والتضحيات، في صورة مصغرة لشهر رمضان الذي يجلد الإنسان المسلم فيه نفسه ويجهدها بكثير من التضحيات على تحقيق مراد الله، الذي لا بد أن يعقبه العيد، وكانت أول حكومة مؤقتة للجزائر زمن الثورة التحريرية إيذانا قويا ببزوغ هلال عيد الاستقلال، وقد كان. وشتان بين شكنا وشكهم، شكنا الذي يعقبه العيد والحرية، وشكهم الذي يعقبه الخزي والصغار والخسارة.