فشلّ وزير الثقافة المصري فاروق حسني في مسعاه لتبوأ منصب مدير منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة. وتعد هزيمة المرشح المصري رغم مساندة جل الدول العربية والإفريقية على رأسها الجزائر رسالة سلبية إلى العالم الإسلامي. ارتبطت تفسيرات الشارع العربي بخصوص هزيمة فاروق في معركة اليونسكو بعدة تأويلات، مفادها أن ثمة مؤامرة حيكت خيوطها بدقة في كواليس المنظمة للإطاحة بالمرشح المصري والعربي. ولعبت الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية وخلفها المنظمات اليهودية دورا أساسيا في هذه المؤامرة ولاسيما إذا علمنا أن العديد من المنظمات اليهودية هاجمت الوزير المصري لإدلائه العام 2008 بتصريحات اعتبرت معادية لليهود، خصوصا عندما أعلن أمام مجلس الشعب أنه مستعد لأن ''يحرق بنفسه'' أي كتب يهودية قد توجد في المكتبات المصرية. وفي الوقت الذي توقع فيه كثيرون أن منصب المنظمة يغازل المرشح المصري خاصة بعد حصوله في الجولة الرابعة على 29 صوتا متساويا مع المرشحة البلغارية، إلا أن المؤامرة كانت أقوى من فاروق حسني وفشل في الجولة الخامسة والحاسمة التي جرت مساء أول أمس، حيث حصلت المرشحة البلغارية على 13 صوتا مقابل 72 للمرشح المصري مما يعني أن اثنين من الذين صوتوا له في الجولة الرابعة غيرا اتجاههما في التصويت. فيما أكدت أطراف عربية أخرى إن مندوبَين إفريقيَّين غيّرا موقفهما وصوّتا لصالح المرشحة الأوروبية وهوما مكّن بوكوفا من الفوز على حسني. ورغم هذا وذاك تأكد أن أوروبا والولاياتالمتحدة سعيتا بكل قوة لوقف زحف فاروق حسني مرشح مصر والعرب نحو منظمة اليونسكو، ويدعمهم في هذا حملة إعلامية يهودية شرسة. كما كان الموقف غير الواضح لفرنسا سببا في تردد دول فرانكوفونية إفريقية في التصويت لفاروق حسني.ونجح تحالف اللوبي اليهودي مع الولاياتالمتحدة وأوروبا في إسقاط مرشح الجنوب ''فاروق حسني''، وزير الثقافة المصري، في الجولة الأخيرة من الانتخابات التي تمت مساء أول أمس بعد معركة ''شرسة'' خاضها الوفد المصري في مواجهة تحالف دول الشمال.ومع إخفاق حسني تكون المرة الثانية التي يفشل فيها العرب في الوصول إلى قيادة المنظمة الدولية للثقافة والتربية والعلوم. وكانت المرة الأولى قبل عشرة أعوام عندما ترشح غازي القصيبي السفير السعودي وقتها في بريطانيا، وإسماعيل سراج الدين المصري الجنسية الذي عمل في المؤسسات الدولية.