الصالون الدولي للكتاب سيرتحل هذه الدورة إلى جهة أخرى، سيغير مكانه من قصر المعارض إلى المركب الأولمبي بالشراقة، وذلك بموجب قرار وزاري له مبرراته، لكنه لم يلاق الترحيب من أغلب الناشرين، وحتى من شريحة واسعة من الجمهور، الكل تعود على وجهة معينة طيلة سنوات وفجأة تتحول التظاهرة إلى مكان على سعته وانشراحه يراه الكثير من المشاركين في هذا المعرض غير مناسب من الناحية التنظيمية لأن الأجنحة سوف تقام تحت الخيم، رغم تغير الطقس واحتمال سقوط الأمطار.. هذه المبادرة أحبت الأطراف المعنية لو أنها لم تؤخذ بصفة انفرادية، كان من الفروض حسبهم ألا تُقبل الوزارة على خطوة كهذه دون مناقشتها مع من يشاركون في هذه التظاهرة.. كان الأولى أن يطرح الاقتراح على طاولة الدرس للخروج بنتيجة تلائم أصحاب الشأن وأيضا الجمهور الزائر والمترقب لهذا الحدث الثقافي بلهفة وشوق.. والذي لم يفهمه الكثيرون خاصة منهم الناشرون كيف تقدم الوزارة على إلغاء كل الجوائز منها جائزة الرواية التي دأب المعرض على تنظيمها سنويا.. ما دخل تغير المكان في تنظيم الجائزة..؟ ألكثرة جوائزنا؟ ماذا يعني مثل هذا القرار؟ ولصالح من؟ المؤكد أنه لا يمكن أن يخدم أي طرف لا الناشرين ولا الكتاب ولا الوزارة.. كان من المنتظر أن تدعم هذه الجوائز وتعزز بمبادرات أخرى، ولكن ها هي تختفي تماما.. مثل هكذا أمور يتوقف عندها العقل لا يعرف لها أي تفسير، سوى أنها محض تجاهل للإنتاجات الإبداعية، وعدم تحفيز لأقلام اجتهدت وأبدعت ولها الحق في أن تنال بعض الثواب وتحصل على شيء من العرفان والتشجيع بواسطة هذه الجوائز.. لا أحد يكره التغيير طبعا ولا أحد لا يرغب في أن تتطور وترقى تظاهرة صالون الكتاب، كأن توسع وتثرى وتحظي بمزيد من الجدية والاهتمام في جوانبها التنظيمية والبرمجية، باختصار لا أحد يستطيع أن يقف موقفا مضادا للتغيير الإيجابي المحقق لإضافات وزيادات في النواحي التنظيمية والتسييرية، أما التغيير الذي يكون من أجل التغيير فقط بل ومن أجل انتقاص أجزاء من التظاهرة فهذا يستدعي التساؤل عن مراميه.. على كل الجدل بخصوص موقع إقامة الصالون الدولي للكتابة لازال محتدما بين الأطراف المنظمة، والأطراف المشاركة:الكتاب والمبدعون في طرف آخر مع الجمهور يترقبون نتيجة النقاش . كل الآمال معلقة على أن تجرى التظاهرة في المكان المناسب وألا ينتقص من أركانها أي ركن.. احتمال تكليف جهة أخرى بتنظيم الجائزة المذكورة يظل واردا لدى بعض المعنيين... إلا أن الأمر لا زال غامضا والمواقف لا زالت متشابكة والموعد يقترب والأحوال الجوية ستتصرف كما يحلو لها في تلك الفترة.