قال أمس الكاتب جورج فلوري الذي كان عضوا بفرقة مشاة البحرية الفرنسية إن جثة المعارض المغربي المهدي بن بركة قد أحرقت في باريس، مشيرا إلى أنه يحوز على تقرير للدرك يبقى مجهولا لدى الجميع، ويتعلق بكيفية احتفاء بن بركة الذي اغتالته الاستخبارات المغربية. وكشف فلوري في حديث مع صحيفة ''لوجورنال دو ديمانش'' أن لدى الدرك معلومات دقيقة عن الفريق الذي يشتبه في أنه اغتال بن بركة، مضيفا بالقول ''في ذلك الملف نرى أن للدركيين مخبرا سلمهم عناصر دقيقة حول شخصين يبدو أنهما أحرقا جثة بن بركة'' في جنوب باريس، مشيرا إلى أن قطعة من القماش وأخرى من جلد الضحية قد وجدت على كومة من الرماد المتبقي من رفات اكتشف في منطقة فيلابي. وأكد فلوري الذي نشر له عدد من الكتب حول حرب الجزائر، أن هذا التقرير الذي لم يدرج في الملف القضائي في حوزته ''منذ 25 سنة''، وقال إنه ''طواه'' ظنا منه أن ''تلك الحقبة قد نسيت منذ وقت طويل''، مبينا أن إصدار الأنتربول مذكرات توقيف اتخذها قاضي فرنسي بحق أربع شخصيات مغربية بمن فيهم اللواء حسني بن سليمان قائد الدرك الملكي المغربي، واللواء عبد الحق القادري المدير السابق للإدارة العامة للدراسات والمستندات التابعة للاستخبارات العسكرية، هو الدافع الذي جعله يخرج هذا التقرير من جديد، مردفا في هذا الشأن بالقول ''عندما عاودت قراءة التقرير اكتشفت أن القضاء كان يهتم منذ 1966 بالمغاربة الذين أصدر القاضي بحقهم اليوم عبثا مذكرات توقيف دولية''. و في هذا الشأن، طلبت نيابة باريس في الثاني من أكتوبر الحالي تعليق المذكرات الأربع بحجة أن الأنتربول طلب ''إيضاحات'' إضافية، حيث انتقد القاضي الباريسي المكلف بالملف ما اعتبره ''عرقلة'' تهدف إلى حماية ''مصالح سياسية ودبلوماسية''. ويشار إلى أن المهدي بن بركة زعيم المعارض المغربية الذي كانت تربطه صداقة قوية مع الجزائر قد توفي في المنفى في 29 أكتوبر 1965 في باريس، في عملية نفذتها أجهزة الاستخبارات المغربية في عهد الملك الحسن الثاني بالتواطؤ مع الاستخبارات الفرنسية، والموساد الإسرائيلي، حسب ما تشير إليه كثير من الروايات التي تطرقت إلى هذا الملف.