أكدت الدكتورة آسيا موساي أخصائية في سرطان الثدي بمركز مكافحة السرطان بيير وماري كوري، أن هذا النوع من السرطان يقف وراء أكبر عدد من الوفيات لدى النساء في الجزائر، وأن 7 آلاف حالة إصابة جديدة تسجَّل كل سنة وأن 20 بالمائة من تشخيصات سرطان الثدي في المرحلة الأخيرة. قالت الدكتورة موساي في تدخلها خلال أشغال اليوم البرلماني حول سرطان الثدي المنظم بداية الأسبوع بالتنسيق بين جمعية ''الأمل'' لمساعدة مرضى السرطان ولجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني تحت عنوان ''نحو مخطط وطني لمكافحة السرطان'' بمناسبة الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي ، إنه في غياب سياسة وطنية لاكتشاف الحالات المبكرة لسرطان الثدي وعدم كفاية وسائل التشخيص المتوفرة ونقص حملات التوعية وارتفاع نسبة الأمية وسط النساء، فإن المرض يبقى في تزايد مستمر. نسبة الإصابة ارتفعت بحوالي 20 بالمائة خلال 3 سنوات دقت الأخصائية موساي ناقوس الخطر للارتفاع المتزايد للمرض من سنة إلى أخرى، مشيرة إلى أن ثلث الحالات يتم تشخيصها في وقت متأخر، حيث تكون نسبة الشفاء ضئيلة أو منعدمة تماما وقدمت إحصائيات حول ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر، التي ارتفعت من 1ر28 بالمائة سنة 2001 إلى 47 بالمائة سنة 2004 من مجمل حالات الإصابة بمختلف أنواع السرطان. وأوضحت أيضا أن نسبة التشخيص في المرحلة الأولى من المرض لا تتجاوز 5ر1 بالمائة. أما المرحلة الثانية فلا تتجاوز 1ر8بالمائة، في حين التشخيص في المرحلة ما قبل الأخيرة يبلغ عادة حدود 40 بالمائة، والمرحلة الأخيرة حدود 20 بالمائة. وأوعزت الأخصائية أسباب قلة حالات الاكتشاف المبكر لغياب برنامج وطني لكشف سرطان الثدي، وقلة أجهزة التصوير والأطباء المختصين وتمركزهم في عدد محدود من المدن الكبرى، إلى جانب ارتفاع سعر الفحص والمواعيد الطبية البعيدة، التي تكون في نظرها غير فعالة. التكاليف المرهقة تبدأ مع أول فحص أما عن تكلفة علاج سرطان الثدي فقالت إن مرحلة الفحص تكلف ما بين 45 ألف دينار و264 ألف دينار. أما المرحلة الأولى من المرض إن تأكد فتكلف ما بين 299 ألف دينار و4 ملايين و536 ألف دينار. والمرحلة الثانية تكلف ما بين 632 ألف دينار و5 ملايين و219 ألف دينار. أما المرحلة ما قبل الأخيرة فتقدَّر ما بين مليون و19 ألف دينار و5 ملايين و516 ألف دينار. وتفوق هذا المبلغ في مرحلته الأخيرة. وأشارت إلى أن السرطان هو تكاثر عشوائي وغير مضبوط للخلايا، ينتج عنه تكتل يسمى طالورم ويكون متواضعا في مرحلته الأولى، قبل أن ينتشر ويتوسع مع مرور الوقت. وأضافت أن في سنة 2002 تم تشخيص أكثر من مليون حالة من سرطان الثدي في العالم، تسبب في وفاة أكثر من 400 ألف امرأة، مسجلة أنه أول سرطان عند المرأة، إذ يصيب امرأة واحدة من كل تسع نساء، كما أنه نادر عند الرجال.