تحدث المخرج الجزائري نسيم بومراو خلال اللقاء الذي جمعه بجريدة '' الحوار'' عن عمله السينمائي الجديد '' لهموم وخام'' الذي يعالج كما قال ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري و المتمثلة في تجرأ بعض عديمي الضمير برمي أبائهم في دور العجزة دون رحمة و لا شفقة و حرمانهم من الدفء العائلي و حنان الأسرة .عن فكرة هذا الفيلم و عن واقع العمل الفني الأمازيغي يحدثنا ياسين في هذا الحوار. حدثنا عن فيلمك السينمائي الجديد؟ انتهيت مؤخرا من تصوير الجزء الثالث من فيلم '' لهموم وخام '' وهو فيلم امازيغي و يعني ''مشاكل البيت'' اعتمدت فيه على اللغة الأمازيغية لسرد أحداثه ، فليم ذو طابع اجتماعي و هو جاهز للعرض في قاعات السينما . يعالج الفيلم أخطر ظاهرة اجتماعية استفحلت الأسرة الجزائرية في وقتنا الحالي يتعلق الأمر بهؤلاء الذين سولت لهم انفسهم ترك أوليائهم في ديار العجزة تحت طائلة حجج واهية منها ضيق السكن أو عدم التفاهم مع زوجة الابن او.. او.. ألا ليس هم من قال في حقهم جلا و علا ''و قضى ربك ألا تعبد إلا إياه و بالوالدين إحسان إما يبلغن عندك الكبرى أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا'' كيف أتتك الفكرة؟ للأسف نحن نعيش في زمن اختلطت فيه كل الأوراق ، يا سيدتي نحن بحاجة إلى إعادة النظر في علاقتنا مع أنفسنا و مع الأطراف التي نتعامل معها في وسطنا الاجتماعي و محيطنا الأسري ، لقد انتابت الفرد الجزائري حمى سببها فيروس وبائي خطير يتمثل في تجرأ بعض الناس سامحهم الله على رمي أبائهم في دور العجزة و حرمانهم من الحنان والدفئ الأسري .. أين '' النيف الجزائري '' و النخوة و '' الرجلة'' . هل أنت راض عن فيلمك الجديد؟ لا أستطيع الجزم بذلك فالحكم في الأول و الأخير يعود إلى الجمهور الجزائري الذي أعده أكبر ناقد باعتبار أنه يملك قدرة كبيرة في الحكم على الأعمال، لكن ما أؤكده لك أن الجزء الأول و الثاني لقي استحسانا كبيرا من قبل المشاهد و أرجو أن يحظى هذا الجزء بنفس الدرجة من الاستحسان. لماذا اقتصر عرضه في قاعات السينما فقط؟ هذا سؤال وجيه لكن ثمة مشاكل تعترض المخرجين خاصة منهم فئة الشباب الذين يتمتعون بطاقات إبداعية يصعب وصفها و تنتظر من يشجعها و من المفروض فتح أمامهم كل القنوات لعرض ما لديهم من أعمال و أوجه هذا الكلام إلى المسؤولين في قطاع السمعي البصري في الجزائر. وهل طرحت مشروعك على قناة الجزائرية الرابعة؟ لقد تلقيت وعودا ببثه في هذه القناة في المستقبل القريب و في اعتقادي لم تؤد هذه القناة الغرض المنشود لأنها لحد الساعة لم تبث و لو عمل فني واحد باللغة التي صنعت بها هذه الأعمال فهي تعتمد فقط على الدبلجة أي إعادة الأفلام و المسلسلات و عروض مسرحية قديمة تم بثها خلال السنوات الماضية في التلفزة الوطنية وإعادة صياغتها باللغة الأمازيغية في حين هناك العديد من الأعمال باللغة الأمازيغية بقيت حبيسة أدراج أصحابها إلى أي حد تقبل بتدخل الممثل في عملك؟ أنا إنسان جد ديمقراطي و أتقبل أي انتقاد من أي شخص، و أسعى دوما لطلب النصح خاصة من هؤلاء الذين لديهم الخبرة في ميدان المسرح و السينما، و لا مانع عندي حين يقوم الممثل بالتدخل في العمل لأنه بذلك يسدي لي خدمة هل تواجه مشكلة عند اختيار الممثلين للمشاركة في أفلامك؟ أنتجت 5 أفلام سينمائية لحد الآن و الحمد لله لم أتلق أي صعوبة في اختيار الممثلين لأنني أعمل بالمثل الشعبي الجزائري القائل'' عينك ميزانك'' هل ثمة مشاكل أثناء تصوير فيلمك الجديد؟ لا أبدا كيف تقيم واقع السينما الجزائرية اليوم؟ السينما الجزائرية اليوم عرفت قفزة نوعية و الدليل على ذلك التتويج الذي حصلت عليه في عدة مهرجانات دولية، أبرزها حصولها على أول أوسكار في مهرجان '' كان'' وهناك مخرجون جزائريون استطاعوا أن يحملوا على عاتقهم التعريف بالقضية الجزائرية إبان سنوات الاحتلال الفرنسي للجزائر، مثل '' معركة الجزائر'' و '' العفيون و العصى '' ...كما عالج المخرج الجزائري عدة قضايا هامة مستوحاة من الواقع الجزائري المعيش ، و نأمل أن تتطور السينما أكثر لإبراز الوجه المشرف للفن السينمائي الجزائري. هل ثمة مشروع فني في الأفق؟ سأبدأ في تصوير الجزء الرابع و الأخيرلفيلم '' لهموم وخام '' و سيتم تصويره بمدينتي بجاية و سطيف خلال شهر ديسمبر المقبل إنشاء الله و سيبث على الجزائرية الرابعة في شهر رمضان 2010 ، و هناك فيلم جديد سأبدأ في تصويره شهر نوفمبر بعنوان '' لمحنة إقوجيلن'' ،''محنة اليتيم''واخترت صوت الفنانة فطة يليس إيذورار لتأدية أغنية الجينيريك.