استفادت ولاية سكيكدة من المشروع النموذجي لتنمية الفلاحة الجبلية لحوض السائل وادي الصفصاف الذي يقع شمال شرق الأطلس التلي على بعد 35 كلم جنوب ولاية سكيكدة، على مرتفعات متفاوتة تقدر ما بين 180 متر و 1005 متر على مستوى سطح البحر. ويعد هذا المشروع حسب مديرية المصالح الفلاحية من بين أهم المشاريع النموذجية على المستوى الوطني خصوصا وأنه سيغطي الحوض السائل لواد الصفصاف انطلاقًا من حوض زردازة على مساحة تقدر ب23876 هكتار، ويمس ثلاث بلديات وهي زردازة، واولاد احبابة، والسبت موزعة اجمالاً على 35 مشتة، حيث حددت مدة انجازه ب07 سنوات وزع على مرحلتين الأولى: وهي مرحلة إعداد مخطط تنمية المشاتي، والثانية: مرحلة التنفيذ، ذات المصدر أضاف بأن هذا المشروع يشكل أهمية قصوى لكونه يندرج في إطارالإستراتيجية التي ضبطتها الدولة في إطارمحاربة الفقر والإقصاء، ومنه المساهمة في المجهودات الوطنية بغية تحقيق الأمن الغذائي وتكثيف عمليات تقوية وحماية الموارد الطبيعية والرفع من قدرات سكان المناطق الجبلية على تقبل وتنظيم امكانياتهم الذاتية وتسهيل مرورالسكان الفقراء إلى الأنظمة المالية اللامركزية. وفيما يتعلق بنسبة انجازالتركيبة الأولى فقد أشارنفس المصدر بأنها وصلت إلى 59 بالمائة على اعتبارأنه تم تحضير42 مخططًا تنمويًا من بين 43 مخططا أي بنسبة 98 بالمائة، وقد تم إرجاع عدم إتمام بعض مخططات تنمية المشاتي إلى غياب العديد من السكان الذين هجروا مشاتيهم، بالإضافة إلى كل هذا فقد استفادت 250 امرأة اعمارهن تتراوح بين 11 سنة و55 سنة من العملية التكوينية الخاصة بمحو الأمية وتعليم الكبارأي ما يعادل نسبة 30 بالمائة لكون الهدف المسطر هو تكوين 700 مستفيدا من الجنسين. للعلم فإن هذا المشروع قد ساهم في تدعيم برامج التنمية المحلية بنسبة انجاز تقدر ب85.43 بالمائة، وكذا برامج التنمية الفلاحية بنسبة تقدر ب5،34 بالمائة، كما تم استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي وغرس أشجارمثمرة، وفيما يتعلق بتنمية الثروة الحيوانية فقد تم لحد الآن انجاز ما نسبته 57،43 إذ تم اقتناء فحول الأبقار بنسبة 36 ومن الأغنام بنسبة 90 ،وكذا اقتناء وحدات النحل بنسبة 51 ووحدات الدواجن بنسبة 14، ناهيك عن عملية تحسين السلالة الحيوانية والمحافظة على المياه والتربة والموارد المائية، كما بلغت نسبة فك العزلة عن العديد من التجمعات السكانية الجبلية أكثر من 39 بالمائة. أما عن التركيبة الثانية من المشروع والتي تعتمد على ترقية المؤسسات الصغيرة وحسب نفس المصدر ومن أصل 80 ملفًا تم ايداعها على مستوى جهازالوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب 07 ملفات فقط استفاد اصحابها من دعم، أما تلك المندرجة في إطارجهازالوكالة الوطنية لتطويرالقرض المصغر ومن أصل 30 ملفًا هناك فقط 11ملفًا تم تمويلها في أنشطة مختلفة لتبقى 15ملفًا هي الآن في مرحلة الدراسة، وفيما يخص الصناعة التقليدية ومن أصل41ملفًا مقدمًا 04 نساء استفدن من آلات النسيج و10 منهن ينتظرن استلام الآلات ليتبقى 26 ملفًا قيد الدراسة. هذا وسيتم الشروع في انجازالتركيبة الرابعة حيث ستخضع المناطق المعنية بالمشروع لدراسة سوسيو اقتصادية، كما سيتم جمع معلومات جغرافية عن هذه الأخيرة. هذا ولابد أن نشير هنا بأنه وعلى الرغم من الأهمية القصوى التي يشكلها هذا المشروع الذي جاء لتطويرالمناطق الريفية الجبلية وجعلها منطقة جذب للسكان إلا أن ذلك يصطدم بجملة من العوائق الكبيرة من بينها الطبيعة القانونية للأراضي التي هي في الأصل أراض مشاعة، ضف إلى ذلك أن العديد من المستفيدين لا يملكون عقود ملكية، ناهيك عن المشاكل التي تواجه الشباب فيما يخص إنشاء المؤسسات الصغيرة في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لا سيما الجانب المتعلق بالضمانات المطلوبة من قبل البنك مقابل منح القروض، أضف إلى ذلك أن الصندوق الوطني للتعاون لم يقم إلى حد اليوم حسب ما ورد في التقريرالأخيرللمجلس الشعبي الولائي بوضع الصناديق التعاضدية الجوارية ،وهذا دون الحديث عن صعوبة المسالك المؤدية إلى العديد من المشاتي والتجمعات السكانية المتواجدة بالمناطق الجبلية النائية، كما يرى التقريرأن استصلاح الأراضي يبقى مرتبطًا كل الإرتباط بمدى استعداد الجهات المعنية لتخصيص أراض جديدة من أملاك الدولة العامة مما يستلزم القيام بعملية مسح الأراضي بالخصوص تلك التي لم تشملها لحدالآن العملية. هذا وتبقى ولاية سكيكدة المتميزة بتضاريسها بحاجة إلى إنجاح هذا المشروع النموذجي بما يعود بالنفع العميم على كل سكان الولاية لا سيما القاطنين منهم بالمناطق النائية والجبلية. للتذكير بولاية سكيكدة 21 بلدية ريفية تتربع على مساحة اجمالية تقدر ب2166 كلم مربع يقطنها 236314 ساكن أي بنسبة تقدر ب55،26 من المجموع الإجمالي لسكان الولاية من بينهم 162160 ساكن أعمارهم أقل من 30 سنة.