شكك البيت الأبيض في رغبة إيران في التوصل إلى تسوية لملفها النووي، في حين عبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن سعي بلاده لإيجاد أرضية مشتركة مع الدول الغربية في هذا الموضوع. وحذرت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو من أن طهران ستعرض نفسها لعقوبات دولية جديدة إذا لم توافق على عرض التعاون الذي قدمته الدول الست الكبرى مقابل تجميد أنشطتها النووية. وردا على تصريحات أحمدي نجاد الذي قال إنه مستعد للتجاوب مع الولاياتالمتحدة والدول الخمس الأخرى في حال اعتماد واشنطن ما سماها مقاربة جديدة حيال الملف النووي لبلاده، قالت بيرينو ''أعتقد أنه يجب التعامل مع هذه التصريحات بحذر شديد''.وبدوره وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية غونزالو غاليغوس تصريحات أحمدي نجاد بأنها ''تصريحات خطابية''، وقال إن واشنطن تريد ردا محددا من كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي إلى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي . وأكد أحمدي نجاد في مقابلة مع شبكة ''أن.بي.سي'' التلفزيونية الأميركية ''اليوم نشهد سلوكا جديدا من جانب الولاياتالمتحدة ومسئوليها''، وتساءل عما إذا كان هذا السلوك نابعا من مقاربة جديدة، مشددا على أهمية أن تكون تلك المقاربة ''مستندة إلى الاحترام المتبادل والتعاون والعدل''.واعتبر الرئيس الإيراني أن جوهر القضية يكمن في معرفة ما إذا كانت هذه المقاربة استمرارا للمقاربة السابقة أم أنها مقاربة جديدة تماما''، ونفى سعي بلاده لامتلاك قنبلة نووية، قائلا:'' إن الأسلحة النووية عفا عليها الزمن". وفي ما يتعلق بعرض التعاون الجديد الذي قدمته الدول الغربيةلطهران في الأسابيع الأخيرة, قال أحمدي نجاد ''إذا تمكنا من التوصل إلى أرضية تفاهم مشتركة فإن ذلك سيساعد على تخطي الخلافات من أجل التوصل إلى اتفاق". وقال ردا على سؤال بشأن احتمالات وقف تخصيب اليورانيوم لكسب رضا المجتمع الدولي، إن ''إيران تتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع جميع دول العالم في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية''.ومن جهة أخرى قال دبلوماسي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن إيران ربما تبالغ في ما تعلنه بخصوص زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وضرب المسؤول مثلا لذلك بتصريح الرئيس الإيراني بأن بلاده لديها أكثر من خمسة آلاف جهاز طرد مركزي قيد التشغيل، حيث إن الوكالة لم تتحقق من تركيب سوى أربعة آلاف جهاز بينها 3500 تعمل بشكل منتظم في تخصيب اليورانيوم.