أكدت إسبانيا اختطاف ثلاثة من مواطنيها في موريتانيا فيما باشرت مساعيها للإفراج عن رعاياها كما استنفرت خدماتها القنصلية في نواقشوط ودكار لمتابعة قضية المختطفين الثلاثة. وعلى الفور قامت السلطات الموريتانية بإغلاق طريق نواقشوط-نواذيبو، حيث وقعت عملية الاختطاف على أيدي ثلاثة ملثمين يعتقد أنهم ينتمون لما يسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي. فقد أكدت الحكومة الإسبانية رسمياً تعرض عدد من رعاياها، يرجح أنهم ثلاثة، للاختطاف في موريتانيا، قائلة إنها تعكف على دراسة الأمر وفق إجراءات الاستعجال. وصرَّح متحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية في مدريد بأن الثلاثة خُطفوا أثناء سفرهم في ركب سيارات عبر موريتانيا. وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية (آي أف آي) أن الثلاثة يعملون في منظمة برشلونة-آكسيو سوليداريا، وكانت الوكالة قد قالت في وقت سابق: إن هناك مخاوف أن يكون أربعة من أفراد المنظمة خطفوا. ونقل مصادر إعلامية أمس ''في نواذيبو عن صلاح الدين ولد البشير المسؤول في بلدية نواذيبو وممثلها في أن القافلة تنتمي لمنظمة اسبانية تقوم بأعمال إنسانية في عدة بلدان افريقية، مضيفاً: ''أن موكبها يتألف من 12 سيارة و37 شخصا، وقد بقي 4 أفراد من أعضاء المنظمة في نواذيبو لمتابعة دعم قدرات المراكز الصحية في الولاية، فيما غادرت البقية في طريقها إلى السنغال للقيام بأنشطة مماثلة''. ووفق تصريح للخارجية الأسبانية تداولته الصحف والمواقع الأسبانية فإن وزير الخارجية الأسباني ميغيل أنخيل موراتينوس والأمينة العامة للحكومة يباشران المساعي الرامية إلى الإفراج عن الرعايا الذين اختطفهم مسلحون على الطريق الرابط بين نواقشوط ونواذيبو، وفقاً لما نقله موقع الأخبار الموريتاني المستقل. وكشفت الصحف الإسبانية عن أسماء ثلاثة من المختطفين هم آلبرت بيلالتا، مدير شركة ''تونل دلكادي'' للإنشاءات والبنى التحتية، وألثيا غاميث وروكي باسكوال. وكان الرعايا الأسبان، وهم أعضاء في منظمة ''برشلونا آكثيو سوليداريا'' أي ''برشلونة للعمل التضامني'' على بعد 170 كيلومتر من العاصمة الموريتانية نواقشوط. ويشارك المختطفون في قافلة إغاثة للمنظمة الإنسانية المذكورة انطلقت قبل أسبوعين من إسبانيا ومرت بالمغرب قبل أن تصل موريتانيا حيث كان مقررا أن تواصل مسيرتها إلى السنغال وغامبيا. وقال شاهد عيان لوكالة أنباء ''الأخبار'' المستقلة الموريتانية إن مسلحين يستقلون سيارة رباعية الدفع أطلقوا النار فوق القافلة وأجبروا ركاب آخر سيارة فيها على النزول حيث اعتقلوا أربعة ''إسبان'' كانوا في سيارة من نوع ''لاندروفير'' وقاموا بتقييدهم. ووفق الشاهد فإن المسلحين حملوا الرعايا الأسبان إلى سيارتهم واتجهوا صوب قلب الصحراء الموريتانية المقابل لمكان الحادث وسط حالة من الذعر أصابت الحاضرين. وقال شاهد العيان إن المسلحين، ويعتقد أنهم تابعون لتنظيم القاعدة الإرهابي ''قاموا بتقييد الإسبان الأربعة ورميهم بشكل متعجرف داخل السيارة'' قبل أن يتوجهوا شرقا بعيدا عن الطريق الرئيسي الذي كان يعيش حركة غير عادية بسبب كثرة المسافرين بين نواذيبو ونواقشوط أيام الأعياد. وقال الشاهد: ''لقد قام أحد عناصر الجمارك بمطاردة الخاطفين وهو يستغل سيارة من نوع مرسيدس 200 قبل أن يطلقوا عليه النار مما أدى لتعطل السيارة عند الكلم .''165 وقال أشخاص كانوا في سيارات أخرى ضمن القافلة إنهم سمعوا صراخاً اعتقدوا أن مصدره سيارة المختطفين بيد أنهم لم يجدوا بداخلها أي شخص بعد الاقتراب منها رغم أن كل المعدات كانت على حالها بداخلها. وكانت السلطات الموريتانية قد أكدت بدورها علمية الاختطاف بعد مداهمة قافلة من أربعة سيارات كانت في طريقها من المدينة الاقتصادية نواذيبو شمال موريتانيا.