بلغة هادئة عادت إحدى أبرز القنوات الفضائية المصرية النايل سبور للحديث من جديد عن مباراة الجزائر أو ما يسمونه ب''الأزمة مع الجزائر''، لكن هذه المرة بخطاب تصالحي محض، حيث تراجعت كليا على خطابها السابق وانقلبت على نفسها ب 180 درجة، فقد تفنن أحد رؤوس الفتنة وهو إبراهيم حجازي مقدم حصة في دائرة الضوء على نفس القناة في إطلاق عبارات الود والغزل باتجاه الجزائر وشعب الجزائر الذي صوره ومعه معاويل الفتنة خلال أيام فقط على أنه شعب همجي وبلا تاريخ قبل أن يتراجع وبكل ''وقاحة '' ويصفه بالشعب الشقيق والمكافح. وقد راح حجازي وهو من أبرز الشخصيات الإعلامية المصرية قربا من دوائر الحكم كونه كان لواء في الجيش المصري، يطلق العنان لعبارات المدح في حق الجزائر محاولا إخراج الجماهير المصرية العريضة من حالة الهيستيريا والكراهية الشديدة التي غذوها وشحنوها بها طيلة الأيام التي سبقت وتلت المباراة وبتزكية مباشرة من بيت آل مبارك، إلى الترويج مجددا لخطاب القومية العربية وعبارات ''أمة واحدة ، وتاريخ واحد ، ومستقبل واحدس. ومن بين أهم ما قاله حجازي في حصته في دائرة الضوء التي تبثها النايل سبورت بشكل يومي أن ما حدث في الخرطوم لا يرقي لأن يمس كرامة مصر والمصريين وهو تراجع كلي ومفضوح عما كان يقوله هذا الشخص ومعه رؤوس الفتنة من أمثال عمرو أديب والغندور وعبده الذين ادعوا جميعهم أن المصريين تعرضوا ''لهولوكوست جزائري'' في الخرطوم، وبدون أدنى دليل أعطوا الحق لأنفسهم في أن يسلطوا أبشع النعوت والصفات على الجزائريين، معترفا بوجود تضخيم كبير للموضوع من قبل الإعلام ومن تحدث للإعلام من الشخصيات الرياضية والفنية. وفي خرجة غريبة أخرى لا يقدر عليها سوى هؤلاء راح حجازي ينادي محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ب ''الأخ روراوة'' ويلومه على رفضه وساطة رئيس الإتحاد الإماراتي في تنظيم مباراة ودية بين الجزائر ومصر من أجل إنهاء حالة الاحتقان، وهو تراجع آخر مفضوح فبعد أن كان حجازي نفسه يسميه ب ''الهاوهاوة'' ويصوره على أنه وحش، حيث بلغ الحد القول أن أصوله يهودية تحول رورواة إلى آخ- وأنه لابد من تحكيم العقل والضمير وتغليب مصلحة الشعبين التي يجب أن تسمو فوق كل شيئ . وأن مصر والزائر دولتين شقيتين وليستا أعداء وأن العدو الحقيقي هو إسرائيل وهذا كله من أجل الخروج من الورطة والعزلة التي تعيشها مصر حاليا. ولعل هذه العزلة التي وضعت مصر نفسها فيها بعد التجاوزات الرهيبة والحملة العدائية بحق الجزائر جعلت دوائر في أعلى هرم السلطة في القاهرة تتراجع وتتحرك في كل الاتجاهات من أجل محاولة لملمة الموضوع بأقل الخسائر الممكنة، خصوصا وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة وتأثر السياحة المصرية سلبا بما حدث قبل وبعد مباراة الجزائر، حيث عمدت إلى تحريك الترسانة الإعلامية من جديد لكن في اتجاه الترويج للمصالحة، وتم اختيار حجازي لمباشرة المهمة كونه أحد أبرز المقربين من مدير المخابرات المصرية عمر سيلمان.