أكد أمس الخبير بمنظمة الصحة العالمية ورئيس مصلحة الفيروسات بمستشفى كلود برنار بليون الفرنسية يحيى مكي أن اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير الذي اقتنته الجزائر فعال كغيره من باقي اللقاحات التي اشترتها دول أخرى، وأنه لا يشكل أي خطر على المواطن، كاشفا في الوقت ذاته أن المنظمة العالمية للصحة ستقوم باعتماد مخبر باستور كمخبر مرجعي حول تطور فيروس هذا المرض في القارة الإفريقية ككل. وبين مكي خلال محاضرة نشطها أمس بمنتدى المجاهد بالعاصمة أن مخبر باستور قادر على التحكم ومراقبة هذا المرض، مضيفا أن الإمكانات العلمية والخبرات المهنية التي يتوفر عليها جعلت منظمة الصحة العالمية تفكر في عقد اتفاقية معه ليصبح المخبر المرجعي لها حول تطورات المرض على مستوى الإفريقي، وليس على المستوى المغاربي فقط، حيث امتنع عن تحديد تاريخ هذا التوقيع، إلا أنه أكد أن المفاوضات جارية بين الجانبين، وهو الوضع ذاته بالنسبة لتوقيع المخبر الجزائري اتفاقية تعاون مع المستشفى الفرنسي الذي يديره. وبخصوص الأخبار المتداولة حول استنجاد المخبر بمخابر فرنسية لاختبار اللقاح المضاد لهذا الداء، قال مكي أن هذا الإجراء عادي فكل المخابر تتعاون مع بعضها البعض، فالمخابر الفرنسية قد طلبت من المخبر الجزائري مساعدات حول هذا المرض خلال الصيف الماضي، مرجعا سبب هذا التعاون إلى أن المرض عابر للحدود، ومن ثم فان تكاثف الجهود أمر لا مفر منه. وفي السياق ذاته، طمأن المختص في مجال الفيروسات الجزائريين بالتأكيد أن اللقاح الذي اقتنته الجزائر لا يشكل أي خطر عليهم، نظرا لتجريبه في أكثر من دولة ،وان إجراء اختبارات عليه لا يعني انه غير فعال ،مضيفا أن التأخر المسجل على مستوى عملية التلقيح ليس بالمدة الكبيرة ،نظرا لان الوضع ذاته قد سجل في كثير من الدول الغربية ،كما أشاد في هذا الوقت بالإجراء التي اتخذته الجزائر جوان الماضي حينما تقدمت بطلب مسبق لشراء اللقاح المضاد لفيروس ''أ اش1ان''، مشيرا أن المخبر الذي اشترت منه الجزائر هو أول مخبر قام بتصنيع هذا اللقاح. وبخصوص الخطر المنتظر من داء أنفلونزا الخنازير ، قال الخبير بالمنظمة العالمية للصحة أن هناك تخوف لدى المختصين مع بداية السنة الجديدة، نظرا لتزامن تلك الفترة مع عودة التلاميذ والطلبة إلى مقاعد الدراسة، ما سيتسبب في اختلاط كبير بين المرضى والأصحاء بعد أن كان التقارب قليل بين الناس أواخر هذا الشهر، مضيفا أن المنظمة العالمية ترى أن خطورة المرض الكبرى ستكون خلال الموسم القادم ، لذلك فان التلقيح الذي سيتم هذا العام يهدف بالأساس إلى مواجهة الوباء بداية أكتوبر المقبل. وحرص مكي على التوضيح أن داء أنفلونزا الخنازير يشكل خطرا كبيرا على المرأة الحامل خاصة خلال الأيام الأخيرة من حملها، نظرا لضعف مناعة الجسم خلال تلك الفترة بسبب استعداده لعملية المخاض، مضيفا أن تلقيح الحامل خلال الشهر الأخيرة لحملها قد يشكل أيضا خطورة ، خاصة إن كان اللقاح من النوع الذي به موادا مساعدة.