كارلا بروني قرينة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي معروف عنها أنها من أكثر زوجات رؤساء العالم إثارة للجدل وللدهشة .. لا بسبب أفكارها السياسية ولا نضالاتها الإنسانية ولا دورها في إدارة شؤون البلاد ولا لثقافتها وعلمها الوفير ..بل فقط لأنها مغرمة بالخروج عن النسق الرسمي وضرب بروتوكولات العيش والتعامل التي تلتزم بها بقية نساء رؤساء الدول والشخصيات المرموقة في المجتمع .. كارلا الرشيقة الرقيقة لا تحب أن تكون نسخة منهن .. تحب أن تكون امرأة وحدها .. تحب التميز والخروج عن صفهن المحنط .. تمردت على لباسهن الموقر وهندامهن الأنيق بالبكيني وبدلات الرقص الذي تعشقه .. خرجت عن عرفهن وهشمت وقارهن وخالفت نشاطاتهن التقليدية ذات الطابع الاجتماعي والخيري والإنساني .. كارلا أحبت أن تكون نجمة الخروج عن رتابة عيش هؤلاء السيدات .. المرأة غنت ورقصت وأحيت عروض أزياء ولبست آخر الصيحات وتألقت على أغلفة المجلات وشاشات التلفزة .. وهاهي الآن تتعلق بمتشرد..نعم ربطت علاقة صداقة مع ''دنيس '' وهو بائس ومتشرد لفت جنونها وهو يجوب الحي الراقي الذي تقطنه . شيء ما في شكله في عينيه استوقفها ..اثار حسها الفضولي .. أحبت تلك الغبرة '' غبرة المتشردين '' المذرورة على وجهه وشعره .... أعجبها مظهره الصادم لرقي وفخامة ذاك الشارع الذي تسكنه والكائن بمنطقة ''روندسمون '' الراقية .. استأنست به ..انجذبت لعوالمه وأسرارها .. فلم تتردد في محادثته ..تتوقف كل صباح بفتنتها وعطرها لإلقاء التحية عليه والتحدث معه في أمور فنية وأدبية .. بهرتها ثقافته وحبه للموسيقى وللأدب ..اتضح لها أن لهما نفس الشغف ونفس الميولات . مع الأيام أحبت كارلا ساركوزي ثقافة المتشرد وعشقت أفكاره الأصيلة .. فقررت أن تخصص له وقفة كل صباح وقالت جهرا أنها ترتاح إليه ولذلك تتحدث معه بانتظام كل صباح .. هل هذا كله يا كارلا بدافع الفضول وحب التوغل وسبر أغوار هكذا إنسان وهكذا رجل غارق في بؤسه وضياعه ووحدته لا يقرب منه أحد ولا يتقرب من أحد..أم هو تواضع ورحمة منها لهكذا مخلوق ؟ أم هي مجرد طريقة لجلب الأضواء والتأكيد على تكسيرها لقوالب الرسميات والبروتوكولات التي تكبل حركات وتصرفات المشاهير وعلية الناس ..؟ ومهما كانت أسبابك يا كارلا فأنت فعلا ''وحدك'' وهنيئا لك بصمت زوجك عن خرجاتك هذه .