كعادته، لم يخالف عادل إمام مواقف النظام المصري ولم يخرج أبدا ضد سياسة مبارك، بل أيدها حتى في الوقوف ضد حماس والتضييق على الشعب الفلسطيني، بحيث دعا نظرائه من الفنانين إلى وقفة احتجاجية ضد حركة حماس التي اتهمها بأنها السبب وراء كل ما يتعرض له الشعب المصري من مضايقات...ومن خلال موقفه هذا أكد زعيم الفنانين المصريين بأنه فعلا يد مبارك التي يستغلها في دعم مواقف سياسته تجاه العالم العربي. رغم نصائح بعض الفنانين الواعين للنجم المصري عادل إمام بتجنب المواقف السياسية ومن بينهم عمر الشريف، إلا أنه مصر على الظهور بعد كل أزمة سياسية يقع فيها نظام مبارك سعيا منه إلى إخراجه من ورطته، مستغلا بذلك صورة النجم الكوميدي الذي عشقته أغلب الجماهير العربية. ودعا عادل إمام أمس الأول كل فناني مصر إلى وقفة احتجاجية ضد حماس بمسرح ''الزعيم'' نسبة إلى لقب عادل إمام في الوسط الفني إلا أنه لم يحضر من الفنانين المعروفين إلا محمد هنيدي ولبلبة والكاتب يوسف معاطي والفنان التشكيلي إبراهيم عبد الملاك. واستنكر عادل إمام ما آلت إليه عملية مرور قافلة ''شريان الحياة'' قائلا ''عندما شاهدت الحجارة تلقى على المصريين من غزة ظننت أنني في كابوس ثم هالني قيام قناص من حماس بإطلاق الرصاص على جندي مصري مهمته حراسة الحدود'' ملقيا باللوم على حركة حماس. ووجه الفنان طائفة من الاتهامات إليها بقوله: ''منذ تولت حماس السلطة والأوضاع كلها مقلوبة فبعدها ضرب الفلسطينيون بعضهم بعضا ودمروا غزة بسبب عدم إدراكهم لقوة عدوهم الذي يشن غارات مدمرة ردا على إطلاق صواريخ محلية الصنع تسبب أضرارا هزيلة ويضرب بقسوة يظهر منها أن الغرض تصفية الشعب الفلسطيني تماما''. وأضاف أن الشعب المصري كان ولازال يحب الشعب الفلسطيني وكذا الفلسطينيون يحبون مصر ''لكن هناك فئة تضمر الحقد والغل لمصر زادت كثيرا بعد تولي حماس مقاليد السلطة في غزة''. وفيما يخص قافلة ''شريان الحياة'' هاجم إمام قائدها الناشط والبرلماني الإنجليزي جورج غالاوي قائلا إنه ''رجل مشبوه وتاريخه معروف حيث تقلب كثيرا بين جهات مختلفة'' مستطردا ''كيف تكون ''شريان الحياة وتنتهي رحلة دخولها لغزة بإزهاق حياة شاب حديث السن بلا ذنب اقترفه إلا تنفيذ واجبه في حماية حدود بلده''. وحاول أن يعبر باسم كل الفنانين المصريين رغم أنهم لم يفوضوه، عن التضامن مع الحكومة المصرية في مساعيها لحماية حدود مصر وبناء جدران أو أسوار ''لأن ما حدث غير مقبول ولا توجد دولة واحدة تترك حدودها مستباحة دون حماية'' على حد قوله. وطالب إمام الحكومة المصرية بالضغط على حماس لتسليم القناص الفلسطيني ليحاكم في مصر ويأخذ عقابه العادل، مشددا ''لن نقبل أن نمتهن بعد اليوم من أحد''. واستنكر الفنان المصري خروج بعض الفتاوى من شيوخ عرب تحرم الإنشاءات المصرية على الحدود معتبرا أنها فتاوى غريبة جدا قبل أن يتهم مطلقوها بأنهم ''أناس يقبضون من دول أخرى ليطلقوا فتاوى مغلوطة'' حسب قوله. وأوضح إمام أن ما حدث على الحدود المصرية مع غزة لا يفيد إلا طرفا واحدا هو إسرائيل وقال ''فرغم أن إسرائيل كيان معتد على الأرض العربية إلا أن أحدا في العالم لم يعد يمنعها لأنها استطاعت أن تكسب الجميع في صفها إعلاميا ونحن كعرب ساعدناها في هذا من خلال انشقاقنا ومن خلال صورة الإسلام التي باتت في أسوأ حالاتها في العالم''.