نفى أول أمس وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن يكون أي وجود لمكتب للسفارة الفرنسية بأحد مكاتب الأقسام التحضيرية للعلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، مؤكدا في الوقت ذاته أن التدريس في هذه الأقسام يتم باللغة العربية، عدا بعض المواد العلمية والتقنية. وفند حراوبية وهو يرد على سؤال شفوي لنائب بالمجلس الشعبي الوطني يتعلق ب ''دواعي مزاولة التكوين بالأقسام التحضيرية باللغة الفرنسية'' وما أشيع عن وجود ملحق للسفارة الفرنسية بأحد مكاتب هذه الأقسام، مؤكدا أن هذه الأخبار عارية عن الصحة، وأن الأمر يتعلق فقط بعدد من الخبراء الأجانب تندرج مهمتهم التي دامت أسبوعين في إطار التعاون والتبادل بين الجامعات الجزائرية والأجنبية، حيث أوكلت لهؤلاء الأجانب مهمة ''العمل على استكمال البرامج التعليمية للمدارس الوطنية العليا التي ستستقبل بعد سنتين خريجي الأقسام التحضيرية''. وفي إجابته عن السؤال الذي طرح عليه، قال الوزير إن'' البرنامج التعليمي لهذه الأقسام يتضمن وحدات وأنماط يضم كلا منها عددا من المواد الدراسية حيث يتم التدريس في الوحدة التعليمية الأساسية باللغة العربية''، وأن ''التدريس باللغة الأجنبية يقتصر على بعض المواد التقنية كالرياضيات والإحصاء والإعلام الآلي'' إضافة إلى وحدة اللغات الأجنبية التي يأتي تدريسها بهدف إكساب الطلبة مهارات التحكم في اللغات. وفي هذا الشأن، ذكر حراوبية أن الأقسام التحضيرية للمدارس الوطنية العليا التي تم بعثها خلال الدخول الجامعي 2009 - 2010 تتعلق بمجالين تكوينيين رئيسيين هما العلوم والتقنيات ويتواجد هذا الفرع بالجزائر العاصمة وعنابة وتلمسان، وكذا العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ويتواجد بالجزائر العاصمة، مشيرا إلى أن خريجي هذه الأقسام التحضيرية سيلتحقون بعد سنتين بالمدارس الوطنية العليا. وفي رده عن سؤال متعلق بالأسباب التي تقف وراء تراجع تعريب الأقسام العلمية والتكنولوجية في الجامعة الجزائرية، بين المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي أن الجامعة لم تدخر أي جهد في سبيل النهوض باللغة العربية والعمل على ترقيتها سواء في مجالات التعليم والبحث أو في مجالات الإدارة الجامعية، مردفا بالقول إن الجامعة الجزائرية ''كانت وما تزال حاضنة رئيسية للغة العربية ونشرها وتعميم استعمالها على أوسع نطاق''. وأضاف حراوبية أن هذا الاهتمام يتجسد في اعتماد اللغة العربية لغة للتدريس ليس في العلوم الإنسانية والاجتماعية فحسب بل أيضا في تخصصات العلوم الدقيقة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء، إلا أنه يرى أن ''العناية باللغة العربية كلغة تدريس أساسية لا ينبغي أن يقودنا إلى التسرع أو المغامرة خاصة إذا تعلق الأمر بتخصصات لا زالت الشروط البيداغوجية بها غير متاحة بالقدر الذي يسمح باتخاذ مبادرات في هذا الاتجاه''. وفي سياق ذي صلة، أعلن حراوبية أنه سيتم تخصيص 520 منحة للدراسة والتكوين بالخارج لفائدة الطلبة والأساتذة وفتح مسابقة على أساسها في شهر مارس المقبل، وستكون في تخصصات مختلفة كالرياضيات والإعلام الآلي والتسيير والعلوم الاقتصادية وغيرها، مشيرا أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة تم تسجيل عودة الطلبة والأساتذة الذين توجهوا للدراسة والتكوين بالخارج في إطار هذه المنح بنسبة 100 بالمائة.