قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، إن الجزائر تمكنت من وضع حد لنزيف الأدمغة نحو الخارج· وقد سجلت عودة نسبة 100 بالمائة من الطلبة والأساتذة الذين توجهوا إلى المعاهد الأجنبية للدراسة خلال السنوات الخمس الأخيرة· كما كشف عن تنظيم مسابقة شهر مارس المقبل للتنافس على 520 منحة· وأوضح الوزير، أول أمس الخميس، على هامش الجلسة العلنية المخصصة للأسئلة الشفوية لنواب المجلس الشعبي الوطني، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتطبيقا لتوصيات رئيس الجمهورية تعطي عناية للباحثين وتضع شروطا تضمن عودتهم إلى أرض الوطن بعد إتمام مدة الدراسة بالخارج· وتحدث الوزير عن تنظيم مسابقة وطنية شهر مارس المقبل لاستفادة الطلبة والأساتذة من 520 منحة للدراسة والتكوين بالخارج، موضحا أنها تشمل العديد من التخصصات التقنية والعلمية· وحول انشغال خاص بعدم إعطاء الأولوية للغة العربية في التدريس في الجامعات الجزائرية مقارنة بالفرنسية، أوضح أن اللجوء إلى اللغة الأجنبية تمليه طبيعة المواد التقنية كالرياضيات والإحصاء والإعلام الآلي، وأضاف أن تدريس اللغات الأجنبية للطلبة يهدف إلى تمكينهم من التحكم في هذه اللغات· وأشار في هذا السياق إلى أن الأقسام التحضيرية للمدارس الوطنية العليا التي تم بعثها خلال الدخول الجامعي الجاري تتعلق بمجالين، هما العلوم والتقنيات· ويتواجد هذا الفرع بالجزائر العاصمة وعنابة وتلمسان· مقابل هذا، توجد الأقسام التحضيرية بالعلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بالجزائر العاصمة، حيث سيلتحق خريجو هذه الأقسام التحضيرية بعد سنتين بالمدارس الوطنية العليا، علما أن عدد الطلبة الذين التحقوا بهذه الأقسام بلغ 2200 طالب· واغتنم الوزير الفرصة لتكذيب تواجد ملحق للسفارة الفرنسية بأحد مكاتب الأقسام التحضيرية للعلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، موضحا أن الأمر يتعلق بعدد من الخبراء الأجانب حضروا إلى الجزائر في إطار تعزيز التعاون العلمي والتقني مع نظرائهم الجزائريين· وأضاف أن المهمة التي أوكلت لفريق البحث الأجنبي تتمثل في العمل على استكمال البرامج التعليمية للمدارس الوطنية العليا التي ستستقبل بعد سنتين خريجي الأقسام التحضيرية· وفي رده على سؤال متعلق بأسباب تراجع تعريب الأقسام العلمية والتكنولوجية، قال الوزير إن الشروط البيداغوجية ليست متاحة الآن لاعتماد اللغة العربية لتدرسيها، كما هو شأن التخصصات التكنولوجية والعلوم التطبيقية والهندسة، سيما وأن المصطلحات متوفرة باللغة الأجنبية· وخلص للقول إن إشكالية التعريب مطروحة أيضا بالعديد من الجامعات العربية· وذكر الوزير، في رده على سؤال آخر للصحافة متعلق بتكرار وسرقة مواضيع البحوث الجامعية وتطابق الكثير منها، أن المشكل غير مطروح أصلا بالجامعة الجزائرية، حيث يوجد سجل وطني لجميع البحوث المنجزة في المادة التي يبحث فيها الباحث، تفاديا للتكرار وعدم تقديم أية نتيجة في الميدان·