التحصل على رخصة سياقة في ظروف سهلة والتهرب من أخذ الدروس التحسينية بعد ذلك بات أمرا طبيعيا في الكثير من مدارس تعلم السياقة في الجزائر، والتي عرفت هي الأخرى ارتفاعا غير مسبوق للتكاليف، حيث تجاوزت 25 ألف دينار زاد من ارتفاع حصيلة حوادث المرور بشكل رهيب ومخيف يدفع إلى ضرورة إعادة النظر في المستوى التكويني لها وفرض شروط وجب توفرها في أصحاب هاته المدارس. ارتفاع حصيلة حوادث المرور في الجزائر بات أمرا مخيفا ومرعبا خاصة مع تزايد الحوادث الجماعية التي أودت في أغلبها بحياة عائلات بأكملها، وهوما زاد من تعقد وتأزم الوضع. فكثيرة هي الأحداث المرورية التي هزت الرأي العام ومست بمشاعر الكثيرين خاصة حوادث الشاحنات والحافلات التي أصبحت الرعب بذاته. كثرة مثل هذه الحوادث في الآونة الأخيرة جعلت الكثير يبحث عن الأسباب وعن العوامل التي زادت من تفاقم الأمر، خاصة بعد أن أصبح التحصل على رخصة السياقة أمرا سهلا وهينا وتدخل فيه الكثير من الوساطات والعلاقات لا شيء سوى لأنها حلم الأغلبية وحلم كل من بلغ السن القانونية، ومن المفروض أن تضبطها شروط وضوابط معينة بالاضافة إلى الجدارة، لكن المحسوبية والوساطة والعلاقات والمعاملات الجانبية هي ما يتعامل به اليوم وهذا ما ساهم في كثرة التهور في السياقة والسرعة المفرطة وعدم احترام قوانين المرور. أما التهرب في أخذ الدروس التحسينية بعد التحصل على رخصة السياقة فأصبح أمرا طبيعيا في الكثير من مدارس السياقة في الجزائر، وهو ما أكدته الآنسة ''سهام'' مكونة بمدرسة سياقة ''بدرارية'' التي أكدت على أن التحصل على رخصة السياقة في حد ذاتها أصبح أمرا سهلا ولا تدخل فيه الجدارة والمهارة بل الوساطات هي ما يتعامل به اليوم، فمن كان له صديق مقرب وذو منصب وسلطة فيعتبر تحصله على رخصة السياقة أمرا سهلا ولا يتعب نفسه إلا بتعلم بعض الإشارات ويتناسى ويتجاهل تعلم قوانين المرور التي هي الأساس في الحصول على الرخصة. وأضافت أن أمثاله كثيرون ممن يعتبرون المال والسلطة والوساطات أهم من حياتهم وحياة الآخرين ويكتفون فقط بتعلم القليل، وهوما أصبح شائعا اليوم. وعن التهرب من أخذ الدروس التحسينية بعد التحصل على رخصة السياقة فأضافت أن 80٪ ممن يعاودون أخذ هذه الدروس هم نساء وهذا طبعا لنسيانهم بسهولة ما أخذوه من قبل، أما الرجال فلا يمثلون إلا 20٪ وأحيانا يشترون تلك الساعات التي تضاف لهم والتي تقدر ب 800 دج. لا بد من تأطير المكونين ومنحهم الضمان الاجتماعي أرجعت المتحدثة ارتفاع حصيلة حوادث المرور في الجزائر إلى ضعف التكوين في مدارس السياقة التي بات الحصول على المال هو الهدف الوحيد لديها ولا يهم إن تعلم الشخص أو لا. وأضافت أن أغلبية المكونين تنقصهم الخبرة ولا يملكون مستوى علميا عاليا يسمح لهم بالتمرين الجيد، لذلك وجب إعادة النظر في الشروط الواجب توفرها في صاحب مدرسة السياقة وكذلك لا بد على أصحاب المدارس تحديد التزامات المكون الإدارية والأخلاقية والتعليمية والتربوية. ولا بد من مراقبة هذه المدارس وعدم ترك أصحابها دون تأطير وتكوين. وأصرت المكونة بمدرسة السياقة على ضرورة وجود الضمان الاجتماعي للمكونين في جميع المدارس والذي لا يملكه أغلبهم، وهو ما يجعلهم يتهاونون في عملهم، وطالبت بضرورة وجود الضمان والمستوى العلمي لدى المكونين لأنهما الشرطان الأساسيان للحصول على رخصة سياقة قانونية ومضمونة ودون أية وساطات أو محسوبية.