سيكون المنتخب الوطني الجزائري على عتبة دخول التاريخ، سهرة اليوم، عندما يواجه نظيره المصري لحساب الدور نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، بملعب بنغيلا، بأنغولا. وتحذو كتيبة الناخب الوطني رابح سعدان رغبة قوية للتأهل إلى الدور النهائي، من أجل تأكيد الوجه القوي الذي أظهره زملاء يبدة في مشوارهم الحافل في ''الكان''، والسعي بعدها لإضافة التاج الإفريقي الثاني للخزائن ''الخضر'' بعد ذلك المحقق بالجزائر سنة .1990 وحسب المتتبعين فإن لعب ''الخضر'' بنفس الروح والطريقة التي لعبوا بها لقاء ربع النهائي أمام كوت ديفوار، فإنهم لن يجدوا صعوبة في إزاحة حامل اللقب من الطريق. الأنصار يغزون بنغيلا وذكريات أم درمان في الأذهان ولقيت نداءات لاعبي ''الخضر'' التي وجهوها للجماهير بالتنقل إلى أنغولا لمساندتهم، تجاوبا كبيرا، حيث من المقرر أن يتنقل عدد كبير منهم من الجزائر، لاسيما بعض أفراد الجالية الجزائرية بأوروبا والمشرق العربي، الذين يرغبون أن يساهموا في مساندة زملاء حليش لتحقيق التأهل إلى النهائي، خاصة أنهم يعلمون أنهم لعبوا دورا حاسما في تأهل ''الخضر'' إلى مونديال جنوب إفريقيا، لما تنقلوا بالآلاف إلى السودان، ووقفوا إلى آخر لحظة رفقة الفريق، الذي فاز آنذاك على المنتخب المصري بملعب أم درمان. سعدان يسعى لتكريس نفسه قاهرا ل ''لفراعنة'' التاريخ يقف كذلك بجانب ''محاربي الصحراء'' الذين لم يسبق أن خسروا أي مباراة ضد مصر في ملعب محايد. وينتظر أن يعيد التاريخ نفسه ببنغيلا، وتكريس هيمنة أبناء ''الخضرا'' على المصريين، بإضافة فوز جديد عليهم اليوم، ما سيفتح أبواب النهائي واسعا، والسعي بعدها إلى التتويج بكأس إفريقيا. وكان الناخب الوطني سعدان آخر مدرب تمكن من التفوق على مصر في كأس إفريقيا، بمدينة سوسة، في ,2004 حينما تمكن آشيو، من توقيع هدف الفوز على طريقة مارادونا في الدقائق الأخيرة من مباراة الدور الثاني، والذي سمح ل ''الخضر'' بالتأهل إلى ربع النهائي. وينتظر أن يعيد سعدان الكرة اليوم، باعتبار أنه قاهر الفراعنة بامتياز، حيث وخلال المباريات الأربع التي خاضها معهم، فاز في ثلاث، وخسر واحدة ''في ظروف خاصة بالقاهرة''. ولعل أن أجمل فوز هو ذلك المحقق بأم درمان، والذي فتح أبواب المونديال على مصراعيها. حليش بوغرة ويحيى لمراقبة جدو ومتعب وزيدان وينتظر أن يكون الحارس شاوشي في الموعد مجددا سهرة اليوم أمام ''الفراعنة''، بعدما شفي من الإصابتين التي يعاني منهما على مستوى الظهر والرقبة. ويشكل حضور شاوشي دعما نفسيا قويا للاعبين، الذين يعلمون جيدا وزن هذا الحارس في التشكيلة، ودوره الحاسم في الإنجازات التي يصنعها ''الخضر'' في الآونة الأخيرة. هذا وستكون عودة عنتر يحيي إلى خط الدفاع، إضافة أخرى للفريق، ما سيتيح للناخب الوطني لانتهاج خبرات تكتيكية هجومية، لعلمه أن الخط الخلفي سيؤمن المنطقة بشكل جيد مع وجود بوغرة وحليش في المحور. وستكون مهمة هذا الثلاثي هي مراقبة مهاجمي المنتخب المصري، لاسيما الصاعد الجديد، جدو، الذي تمكن إلى حد الآن من توقيع أهداف حاسمة لمنتخب مصر، بالإضافة إلى تشديد الخناق على التحركات الخطيرة لزيدان، وعدم ترك الحرية لمتعب. ''مهمة خاصة'' ليبدة ومنصوري وبالمقابل، ستكون مهمة الثنائي منصوري ويبدة هي شل تحركات قائد ''الفراعنة'' أحمد حسن، الذي يمتاز بالخطورة عندما يأتي من الخلف، وعدم تركه يسدد من بعيد. كما ينتظر كذلك من منصوري ويبدة مباشرة بعد استرجاعهم للكرة، أن يمداها بسرعة إلى زياني أو مغني، لبناء هجمة سريعة، ونقل الخطر إلى منطقة ''الفراعنة''. غزال ومطمور وبوعزة للتأكيد أما خط ال0هجوم الذي انتعش خلال مباراة كوت ديفوار، فإنه مطالب بتأكيد هذه الصحوة، سهرة اليوم. فغزال الذي لم يسعفه الحظ في تسجيل أي هدف أمام ''الفيلة'' رغم العدد الهائل من الفرص التي أتيحت له، فيبدو أنه استعاد الثقة في نفسه، بعدما تأكد أن مشكل عدم وصول الكرات إليه في المباريات السابقة، قد حل نهائيا، وما عليه إلى التواجد في المكان المناسب. كما ينتظر أن يواصل لاعب مونشنغلادباخ، الألماني مطمور تألقه في الهجوم، رفقة بوعزة. تحضير نفسي وبدني خاص ل ''المحاربين'' ويكون أشبال ''الشيخ'' سعدان، قد تدربوا أمس بالملعب الرئيسي لبنغيلا، في توقيت المباراة، بتعداد مكتمل بعودة زياني الذي غاب عن حصة الثلاثاء بسبب آلام على مستوى عضلات الفخذ. وتلقى اللاعب الضوء الأخضر من الطاقم الفني للعودة إلى المنافسة. ويعاني زياني من تصلب في عضلة الفخذ، وخضع لفحوصات بالأشعة، كانت نتائجها جد مطمئنة. من جهته واصل فوزي شاوشي تحضيراته المكثفة، حيث يكون هو الآخر قد تعافى من الإصابة التي تعرض لها على مستوى العنق، إثر تدخل عنيف من دروغبا بالمرفق. هذا، وستكون كتيبة ''محاربي'' الصحراء منقوصة من خدمات صايفي المصاب. وفضل سعدان إجراء هذه الحصة بعيدا عن عدسات المصورين، من أجل الحفاظ على تركيز اللاعبين. وحاول الناخب الوطني وضع برنامج تحضيري مكثف مع اللاعبين، تنوع بين التحضير النفسي، والاسترجاع البدني، ومراجعة الخطط التكتيكية التي سيوظفها أمام المصريين، بالإضافة إلى مشاهدة مباريات أشبال شحاتة في هذه الدورة. ويأمل سعدان أن يتمكن كل اللاعبين من استرجاع إمكانياتهم البدنية، خاصة بعد المجهودات ''الجبارة'' التي بذلوها خلال لقاء ربع النهائي أمام ''فيلة'' كوت ديفوار.