تنتهي مساء اليوم مهلة العشرين يوما التي منحها ما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب للحكومة الفرنسية لتلبية مطالبه من أجل إبقاء مواطنها المختطف ''بيار كامات'' على قيد الحياة، في حين يلف الغموض مصيره، رفقة خمسة أوربيين آخرين وقعوا في أيدي إرهابيي التنظيم. وطالبت ''قاعدة المغرب'' بالإفراج عن أربعة من ناشطيها المعتقلين في مالي في غضون عشرين يوما بدأت منذ 11 جانفي الجاري، وهم موريتاني وجزائري واثنان من بوركينافاسو. وتسود في العاصمة الفرنسية باريس مخاوف من تنفيذ القاعدة لتهديدها بقتل ''كامات''، كما سبق وأن فعلت مع البريطاني ''ادوين داير'' بعد أن رفضت حكومة بلاده تلبية مطالب التنظيم الإرهابي. وكانت مصادر إعلامية نقلت عن الزعيم المفترض لفرع القاعدة في موريتانيا الخديم ولد السمان قوله إن الرهائن الإسبان المختطفين لدى ''القاعدة'' لن يتم الإفراج عنهم طالما بقي هو ومجموعته خلف القضبان. ويلف الغموض مصير المفاوضات لتحرير المختطفين بموريتانيا وهم ثلاثة إسبان، وإيطاليان، إضافة للفرنسي المختطف في مالي. وكانت مصادر قد تحدثت عن جهود بذلتها حكومة مالي بالتعاون مع قيادات قبلية من أجل التوصل لحل يتم بموجبه تحرير المجموعة، غير أنه لا جديد كشف عنه بهذا الخصوص. وكان تنظيم القاعدة قد أمهل فرنسا ومالي 20 يوما لتلبية مطالبه وإلا فإن الحكومتين المالية والفرنسية ستكونان مسؤولتين بشكل كامل عن حياة الرهينة الفرنسي. وجاء في بيان صادر عن التنظيم قبل 16 يوما بأنه قرر ''إبلاغ الحكومتين: الفرنسية والمالية بشرطهم ومطلبهم الوحيد مقابل إطلاق المختطف الفرنسي ''بيير كامات'' ألا وهو إطلاق سراح أربعة اعتقلتهم دولة ''مالي'' منذ أشهر عديدة''. وفي ذات السياق لازالت مصادر دبلوماسية وسياسية فرنسية تبدي قلقها الشديد إزاء انتهاء المهلة دون تحصيل من السلطة الفرنسية على نتائج أو حتى مبادرات من أجل التسريع بإطلاق سراح رعيتها. وترى نفس المصادر أن مرور الوقت لن يكون في صالح باريس، وإلا فإن مصير الرهينة سيكون نفس مصير الرعية الإنجليزي الذي أعدمه التنظيم الإرهابي السنة الماضية. وموازاة مع ذلك قال القيادي السلفي الموريتاني أحمد ولد هين ولد مولود إن العمليات التي نفذها تنظيم القاعدة في موريتانيا، وأدت إلى مقتل جنود موريتانيين، وخطف رعايا غربيين تعود إلى اجتهاد خاطئ. ويذكر أن ولد مولود يعد واحدا من أوائل من التحقوا بمعسكرات الجماعة السلفية للدعوة والقتال لكنه تخلى مبكرا عن العنف والإرهاب. وقال في أول حديث صحفي يدلي به منذ بدء المراجعات الفكرية مع رفاقه السابقين نشرته صحيفة (أخبار نواكشوط) في عددها الصادر أمس السبت إنه يرفض كل العمليات المسلحة في بلاد المسلمين ويعتبرها اجتهادا خاطئا. وهاجم بشدة عمليات الاختطاف التي تعرض لها عدد من الرعايا الغربيين على الأراضي الموريتانية. وكان ولد هين ولد مولود وهو شقيق لزوجة زعيم فرع القاعدة بموريتانيا الخديم ولد السمان قد اعتقل عدة مرات في 2005 و2006 قبل أن يتبرأ من استخدام العنف والسلاح ضد موريتانيا وجيشها.