يستمر لليوم الثالث الإضراب الوطني الذي دعت إليه النقابة الوطنية لعمال التربية وسط جو مشحون بسبب تعليمات وزارة التربية، التي أمرت مديري التربية بالنزول إلى المدارس لوقف الإضراب، كما تدخلت فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ وطالبت الوزير بلقاء النقابة، محذرة من استغلال التلاميذ في الصراعات بين الوصاية وممثلي الأساتذة. أفاد الأمين العام للنقابة الوطنية، بوجناح عبد الكريم، في تصريح ل”الفجر”، أن إضراب الأربعة أيام المتجددة، الذي انطلق أول أمس، عرف استقرارا في نسب المشاركة على مستوى مختلف المؤسسات التربوية للوطن، واستقر عند معدل 55 بالمائة، رغم محاولات تكسيره من طرف الوصاية وبعض الأطراف النقابية. وكشف بوجناح التعليمة الوزارية التي أمرت مديري التربية التدخل لوقف الإضراب، وهو ما حدث بولاية الجلفة، حيث قام مدير التربية بالتنقل الميداني للمدارس وتهديد العمال المضربين، وكذا قضية توزيع بيانات مزورة، تدعو إلى تجميد الإضراب بعد تزعم صاحبها، دريدي رشيد، بأنه الرئيس الشرعي للنقابة المضربة. واتهم المتحدث الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بمحاولة تكسير الإضراب، مؤكدا أنه تم توقيف منتسبتين للاتحاد متلبستين بتوزيع البيان المزور على مستوى بلدية باش جراح بالعاصمة، ما تسبب في استقالات جماعية لعمال ثلاث مؤسسات تربوية من الاتحاد على مستوى هذه البلدية والانضمام إلى النقابة المضربة، حسب المتحدث. وشرعت نقابة عمال التربية في مقاضاة المناضلتين وكذا رفع دعوى قضائية ضد دريدي رشيد. من جهة أخرى، تدخلت فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ، التي يترأسها الحاج دلالو، وطالبت وزارة التربية بعقد لقاء مستعجل مع بوجناح، والعمل على فض النزاع القائم بين الطرفين، خوفا على مصلحة التلاميذ المقبلين على امتحانات مصيرية، خاصة بعد التأخير في الدروس الذي سببه إضراب 21 يوما السابق.وقال دلالو ”إن الإضراب لم يؤثر بصورة كبيرة على المؤسسات التربوية، إلا إن هذا لا يمنع من التحرك لوقفه، ومنع استغلال التلاميذ في كل صراع بين الوصاية ونقابات القطاع”، ودعا إلى الحوار والتفاوض لتعزيز استقرار القطاع، مناشدا النقابة بالتراجع عن الإضراب.