تماشيا مع النظرة البراغماتية الجديدة للولايات المتحدةالأمريكية تجاه تفعيل العلاقات الشاملة مع الجزائر، أعلنت واشنطن هذا الأسبوع أن سلطات البلدين لا تخفي إرادتها في السعي من أجل إنشاء الآليات الكفيلة بتنويع علاقاتهما من خلال توسيعها إلى مجالات أخرى خارج المحروقات، مؤكدا أن السوق الجزائرية تتوفر على العديد من القطاعات الاستثمارية التي تهم المتعاملين الاقتصاديين الأمريكيين. ويشهد البلدان اللذان لهما تطابق كبير في المصالح حسب العديد من المحللين بواشنطن منذ سنة ,2001 وخاصة بعد الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية شهر جويلية من السنة نفسها، بعثا جديدا وتطورا إيجابيا لعلاقاتهما. وفي هذا الإطار، أفاد تقرير صادر عن كتابة الدولة الأمريكية للتجارة، أن العلاقات الجزائريةالأمريكية شهدت خلال السنوات الأخيرة تقدما على كافة المستويات ولاسيما من حيث ارتفاع الحجم الإجمالي للمبادلات التي بلغت - حسب المصدر ذاته - خلال الأحد عشر شهرا الأولى من سنة 2007 رقما قياسيا بلغ 19,469 مليار دولار أمريكي مسجلا ارتفاعا يعادل 23 بالمائة مقارنة بسنة .2006 وأشارت الأرقام الأخيرة للميزان التجاري بين البلدين إلى أن قيمة الصادرات الجزائرية نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية بين شهري جانفي ونوفمبر من السنة الماضية (2007)، بلغت 17,81 مليار دولار أمريكي مسجلة ارتفاعا قدره 15,27 بالمائة مقارنة بسنة ,2006 وبموازاة ذلك بلغت قيمة الواردات 1,653 مليار دولار بارتفاع قدره 49,97 بالمائة مقارنة بواردات نفس الفترة من سنة .2006 ?وبهذه الأرقام تحتل الولاياتالمتحدةالأمريكية للسنة الثالثة على التوالي المرتبة الأولى ضمن قائمة زبائن الجزائر بحصة سوق تفوق 25 بالمائة من صادراتها تليها إيطاليا ثم إسبانيا وبعدها فرنسا وأخيرا كندا حسب كتابة الدولة الأمريكية للتجارة. وتحتل الولاياتالمتحدة المرتبة الرابعة ضمن قائمة الدول الممولة والموردة للجزائر بعد كل من فرنسا والصين وإيطاليا. ?وقد ساهم الطابع الإستراتيجي للعلاقات بين الجزائروالولاياتالمتحدة بشكل كبير في تعزيز علاقات الشراكة بين الطرفين، كما سمح بإبراز مؤهلات التعاون بينهما، لاسيما في مجال ضمان تأمين الطاقة للولايات المتحدةالأمريكية. وبخصوص الاستثمارات في قطاع المحروقات تبقى الجزائر ثاني بلد مستفيد من الاستثمارات الأمريكية في الوطن العربي بعد المملكة العربية السعودية. وعلى مستوى التعاون في مجال الغاز يعمل البلدان على تطوير العديد من مشاريع الشراكة وخاصة في مجال التوزيع، في حين تهتم الجزائر في مجال صناعة الغاز برفع حصصها في السوق الأمريكية إلى حدود 20 بالمائة في آفاق 2015 مما يجعلها من أهم مموني الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذه المادة الحيوية والإستراتيجية، وسيتدعم التعاون في مجال الطاقة بين البلدين مستقبلا بإنجاز مشروع مصنع التكرير الكبير بولاية تيارت بالغرب الجزائري من قبل الشركات الأمريكية المختصة ومنها شركة موبيل ذات السمعة العالمية.وفي مجال الطاقة الكهربائية ظفرت الشركة الأمريكية جينيرال إلكتريك شهر ماي 2007 بمشروعين من بين خمسة مشاريع تتعلق بإنجاز محطات كهربائية عبر القطر الجزائري وهما مشروعي العاصمة ومدينة عنابة قرب الحدود التونسية. كما أشرفت هذه الشركة التي تعد إحدى أهم الشركات في الولاياتالمتحدة، وفي العالم أيضا، على إنجاز محطة تحلية مياه البحر بمنطقة الحامة بالعاصمة الجزائرية والتي شرعت في العمل مؤخرا، بعد أن دشنها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بحضور السفير الأمريكي المعتمد بالجزائر، روبرت فورد، الذي انتهت مهامه قبل أيام كسفير لبلاده لدى الجمهورية الجزائرية. ويشهد البلدان اللذان لهما تطابق كبير في المصالح حسب العديد من المحللين بواشنطن منذ سنة ,2001 وخاصة بعد الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية شهر جويلية من نفس السنة، بعثا جديدا وتطورا إيجابيا لعلاقاتهما.