ماأعلنت عنه أمس فرنسا على لسان وزيرها للهجرة والهوية الوطنية اريك بيسون عن أسفها لاقتراح البرلمان الجزائري مشرع قانون متعلق بتجريم الاستعمار، والمنتظر أن يناقش خلال الدورة البرلمانية المقبلة، لا يصب إلا في خانة احتقار هذه الشعوب للآخر المخالف . وإلا فكيف يفسر منك أن تعامل من انتهك الحرمات ، وداس كل الأعراف والقوانين الدولية في معاملة البلاد التي سطا عليها ، وانتهب خيراتها وقتل وشرد وأفقر وبدد، ربما كان ينتظر منا شكرا وأوسمة وعرفانا بجهوده الجبارة التي أهلك فيها الحرث والنسل، والتي أتعب فيها جنوده بامتشاق السلاح ، وسوق الجزائريين إلى القتل وكأنهم الخراف التي يقودها الذباح إلى المسلخ، حتى ربما اعتبروا ماقاموا به من تفقير وتجويع وتقتيل وتجهيل نياشين فخر لنا، لأنها جاءت من الحبيب، على معتقد أبناء فرنسا و''ضرب الحبيب أشهى من أكل الزبيب''. ولعل صفاقة الوجه الذي كأنه قد من جلد ال''عفير'' لا تتوانى تتخذ عدوها بالأمس هزأة ضحكة لما تدعو إلى عدم نسيان الماضي لكن أيضا مع عدم الوقوف عنده للتجريم وتحميل الجلاد مسؤوليته تجاه مخلفاته التي نعاني منها لحد الآن، ولا ندري إلى متى ستظل تنخر في سيرورتنا نحو غد أفضل، وإذا كانوا بجد داعين لهذا المذكور فليدعو إسرائيل لنسيان المحرقة التي تشهر سلاح تحذير وتهديد حتى في وجه من يخطر في خلده دون أن يبرز فكرة مجسدة على الواقع أن يشكك فيها، فضلا على تكذيبها ونسفها من الأساس.