كشف البروفسور حبيب دواغي، رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى إسعد حساني ببني مسوس، أن ما يقارب 25 بالمائة من الجزائريين مصابون بمرض حساسية العين. وأكد المختص أن الغالبية الكبرى من المصابين يشكون من ضعف وقلة التشخيص، حيث يرتبط هذا النوع من الإصابة بدرجة كبيرة بأمراض الحساسية التنفسية التي يفتقد أخصائيوها للخبرة الكافية في تشخيص حساسية العين، ما دفع بفريق من الأساتذة متعددي الاختصاصات إلى التفكير في عقد الندوة الوطنية للإجماع حول تشخيص، علاج والوقاية من حساسية العين، والتي تنطلق أشغالها اليوم بمستشفى بني مسوس. تشارك خمس جمعيات علمية في فعاليات الندوة الخاصة بحساسية العين، من التخصصات ذات الصلة، يحضرها 3 خبراء أجانب من فرنسا، وحوالي 50 أخصائيا جزائريا من الجمعية الجزائرية للحساسية، الجمعية الجزائرية لطب العيون، الجمعية الجزائرية لأطباء العيون الخواص، جمعية مرض الغلوكوم، وجمعية أخصائيي الحساسية الخواص، بالإضافة إلى أطباء الأطفال والأمراض التنفسية كالربو، وطب العمل. 52 بالمائة من الجزائريين يعانون مرة في حياتهم من حساسية العين صرح البروفسور دواغي، في ندوة صحفية نضمها على هامش اللقاء، أن الأطباء وفي إطار تبادل التجارب والخبرات فيما بينهم، تنظموا في 5 مجوعات عمل، يتم خلال الورشات مناقشة العديد من المواضيع للخروج من خلالها بتوصيات مكتوبة. تتناول الأولى إيبيديميولوجية والآليات الدفاعية لنظام العين أثناء الحساسية، بينما تتناول باقي الورشات الأشكال العيادية وتشخيص حساسية العين، والطرق العلاجية، وكذا حساسية العين لدى الأطفال، والأهم تخصيص ورشة لمناقشة التكوين والبحث في مجال حساسية العين، الوضع الحالي، الإشكالية والآفاق المستقبلية. ويشارك في هذا اللقاء الفريد من نوعه في الجزائر كل من الخبير الفرنسي صالح مشري من معهد باستور باريس، سارج دوهان من جامعة باريس، وفريدريك شيامباريتا من جامعة كليمون فيران بفرنسا. وأوضح البروفسور أن تشخيص هذا النوع من الإصابة قليل بالجزائر، وأرجع السبب إلى قلة تكوين الأخصائيين في هذا المجال، فالمختصون في علاج أمراض الحساسية التنفسية غالبا ما لا يلجأون إلى توجيه المريض لفحص العين لدى أخصائي للتأكد من عدم إصابته بحساسية العين، وكذلك الأمر بالنسبة لأخصائي العيون، فهو لا يتأكد من إصابة المريض بأمراض أخرى تتعلق بالحساسة التنفسية أو الربو مثلا. وأكد دواغي خلال الندوة الصحفية أن العلاقة جد وطيدة بين هذين النوعين من الأمراض، بالرغم من كونها شديدة الانتشار بين الجزائريين ف 25 بالمائة من الجزائريين يعانون مرة على الأقل في حياتهم من هذا النوع من المرض، حسب ما أظهرته آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لسنة 2009. ومن هذا المنطلق وبعد تحديد الإشكال، قال دواغي، قررت الجمعيات العلمية عقد هذا اللقاء الذي يهدف إلى الرفع من قدرات الأطباء المختصين، سواء في القطاع العام أو الخاص، على التشخيص الدقيق والجيد وبالتالي تقديم العلاج اللازم والأنجع للحالات المصابة. التوصيات ترمي إلى توفير الإمكانيات اللازمة للتشخيص والعلاج أكد البروفسور، أن الندوة الوطنية ستخرج في ختام الأشغال بجملة من التوصيات المكتوبة التي سيتم تعميمها على جميع مديريات الصحة على المستوى الوطني، وعلى الأخص الأطباء العامين باعتبارهم الحلقة الأولى في العلاقة بين المريض وأخصائيي أمراض العيون. فإذا ما كان تكوين الطبيب العام جيدا كانت قدراته على التشخيص أفضل في هذا المجال. كما سترفع التوصيات من جهة أخرى، حسب البروفسور، إلى الجهات الوصية والمتمثلة في كل من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من جهة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من ناحية أخرى، وتتضمن التوصيات التي توجه للجهة الأولى جملة من المطالب المتعلقة بتوفير الإمكانيات والتجهيزات اللازمة للتشخيص والعلاج، فيما تتعلق تلك الموجهة لوزارة التعليم العالي بتحسين تكوين الأطباء الخواص في هذا المجال.