ستتدعم المكتبات الجزائرية، بحر هذا الأسبوع، بمولود أدبي جديد يحمل عنوان ''فتاة حي الرميم'' الذي يعتبر باكورة أعمال الكاتبة كنزة سلطاني. وتعود بنا الرواية عبر 175 صفحة إلى فترة التسعينيات وسنوات الجمر التي عاشها الجزائريون، حيث تستقر سلطاني في حي يدعى الرميم الذي رسمت ملامحه اليومية الخراب والبنايات الفوضوية وانتشار روح الإجرام والعدوانية بين أفراده الذين نزح معظمهم من المداشر والقرى صوب هذا الحي الذي لا تفصله مسافة بعيدة عن العاصمة. «حياة» هي المحركة الرئيسية لمشاهد هذا العمل الإبداعي كونها احد أفراد حي الرميم الخيالي الذي رسمته مخيلة كنزة الواسعة، التي تتخذ من الإخراج المسرحي عملها الرئيسي ومن ثقافتها الواسعة وطموحها اللامحدود سلاحها الوحيد، فتتحول بذلك إلى عاهرة في محيطها الاجتماعي الذي ينبذها بحكم الاختلاف والتوجهات التي تكونت عنها بوصفها عاهرة لا تصلح في ذلك المجتمع. وأوضحت صاحبة ''حي الرميم'' كنزة سلطاني وهي تسرد تفاصيل عملها ل ''الحوار'' أنها اشتغلت خلال النص الذي تتتمازج فيه الرمزية بالواقعية، على فكرة رئيسية من شأنها أن تبرز التناقضات والاختلافات التي طبعت المجتمع الجزائري على مستوى الاعتقادات والأفكار وما نتج عن ذلك من تصادم عنيف وأزمات ألقت بظلالها على الوضع الأمني في الجزائر خلال سنوات الإرهاب. وتعود كنزة للقول: تناولت مكبوتات المرأة الجزائرية التي لا يمكن ان تصرح بها في وسط اجتماعي متناقض كموضوع العذرية الذي يطرح نفسه دائما في المجتمع والنظرة السلبية التي توجه للنادلة. كما تطرقت للكيفية التي تسير بها بعض المؤسسات الجزائرية والاختراقات القانونية الحاصلة داخلها دون رقيب يسال. ونفت سلطاني خلال حديثها أن يكون عملها هذا سيرة ذاتية، مؤكدة في ذات السياق أن ''حي الرميم'' مزج بين الخيال والواقع الذي كثيرا ما يصدم بذاتية الكاتبة، مضيفة ''أن الشيء المميز في عملها هو السرد الثنائي النسوي''.