يتفق الملاحظون ان الجزائر تحولت بحق إلى اكبر ورشة مفتوحة في إفريقيا والعالم كما أنهم يتفقون على ان جملة المشاريع التي شرع في انجازها هي من "العيار الثقيل" والطراز العالي، طرق ضخمة، جسور عالية وبناءات بمواصفات عالمية على غرار مشروع حي الأعمال الضخم بباب الزوار والذي يضم أبراجا لشقق فاخرة وفنادق ومراكز أعمال وتسلية.. ويعد الحي نقلة نوعية من فكرة البناء والتشييد إلى مفهوم التفنن المعماري والإبداع الهندسي وهو نموذج فريد وفرصة للنهوض بواقع الأعمال والاقتصاد ببلادنا. وقد بدأت ملامح حي الأعمال الجديد الواقع بباب الزوار تتضح وتتجلى ببروز عدد من البناءات الفخمة والانتهاء من أشغال انجاز البعض الآخر كما هوالحال بالنسبة لفندق "ايبيس" المحاذي لفندق الماركور التابعين لسلسلة الفنادق العالمية "أكور" ومن المتوقع أن تنتهي الأشغال بالحي كله في حدود سنة 2015 علما ان نسبة كبيرة من المشاريع سيتم استلامها نهاية السنة الجارية بعد ان بلغت نسبة الأشغال بها مستويات متقدمة. ويندرج المشروع الضخم لمجمع الأعمال والترفيه ضمن سياق ترقية مفهوم التنمية المستدامة وتطوير ثروة ما بعد البترول وهو النشاط الذي تعول عليه الحكومة لتنمية الاقتصاد وتوفير مداخيل ويد عاملة دائمة، وتتكفل مؤسسة المراكز التجارية الجزائرية السويسرية لوحدها بأشغال انجاز أجزاء هامة من الحي الذي رصد له مبلغ مالي معتبر يفوق الستة ملايير دج مع تسجيل أهم واكبر الشركات والماركات العالمية التي قررت الاستقرار به، ومن بين هذه المشاريع الخاصة بالمؤسسة المذكورة المركز التجاري الذي سيضاهي أكبر المراكز التجارية والترفيهية عبر العالم وهو يتماشى والسياسات المسطرة من قبل الحكومة كما انه يندرج في إطار التنمية الاقتصادية التي تشهدها الجزائر بعد انفتاح السوق الجزائرية لا سيما وأنها تعد ثاني أكبر قوة اقتصادية في إفريقيا. 10 ملايير دج لتوفير 30 ألف منصب شغل وعلى مساحة إجمالية تفوق ال70 هكتارا تستقر اكبر الشركات والفنادق العالمية بحي تجاري راق يضم 30 مشروع بناية تضم في مجملها 1.5 مليون متر مربع من المكاتب إلى جانب عدد من الفنادق والمطاعم الراقية والمؤسسات المالية من بنوك وشركات تأمين..، كما أن هذا الحي الذي سيستغرق انجازه قرابة الخمس سنوات بتكلفة مالية تتجاوز 10 ملايير دج سيوفر ما لا يقل عن 15 ألف منصب شغل مباشر و15 ألف منصب آخر غير مباشر ويعد المشروع احد أهم مصادر الاقتصاد الذي جاء ليعوض ثروة ما بعد البترول. ويعول على حي الأعمال التجاري لتوفير مناصب شغل دائمة ولأصحاب التخصصات كالفندقة والتجارة الخارجية والأعمال وكذا الصيانة كما ان المشروع الضخم سيقلص وبشكل كبير نسبة البطالة خاصة إذا علمنا انه يقع بمحاذاة اكبر تجمع سكني وهو حي باب الزوار ذو الكثافة السكانية التي تفوق ال200 ألف نسمة كما ان الحي على مرمى قدم من مطار الجزائر الدولي الذي لا يبعد عنه سوى بنحو2 كلم ونحو15 كلم عن وسط مدينة الجزائر. كما سيلبي هذا المشروع الضخم متطلبات المستثمرين الأجانب من حيث توفير أماكن استثمار إدارية بمواصفات عالية وراقية بمستوى مشاريعهم ومن منطلق حماية علاماتهم التي لا ترضى لنفسها أماكن ومواقع عادية وهو ما سيؤهل الحي لأن يكون قطبا اقتصاديا بامتياز بحيث انه يستجيب للمستوى العالي للخدمات كما انه سيفك الخناق على الأحياء السكنية والتجمعات العمرانية التي تحولت إلى مناطق أعمال وهو ما أفقد المدينة وظيفتها الأساسية. 30 بناية لكبرى الشركات العالمية والولاية ترفض 20 مشروعا آخر يسجل مشروع حي الأعمال بباب الزوار نحو30 بناية منها عشر بنايات تجري الأشغال بها على قدم وساق وقد بلغت نسبة الأشغال بها ما يفوق ال80 بالمائة على ان يتم استلامها مطلع العام القادم وستوفر هذه المنشآت مناصب شغل لأزيد من 8000 شخص كحد أقصى ومن ابرز هذه الهياكل الجديدة مشروع مركز الأعمال والتسلية الذي سيساهم في إنعاش الحركة التجارية والاقتصادية من خلال خلق أزيد من 1000 منصب شغل جديد في مجالات البيع والتسيير والصيانة وكذا تخصيص أكثر من 15 ألف متر مربع لمجال الكراء بتكلفة إجمالية تفوق 48 مليون أورو وهو ما يعادل 4.5 مليار دج تساهم في تمويله ثلاث مؤسسات سويسرية. ويتموقع المركز بقلب حي الأعمال بباب الزوار ويحتل مكانا استراتيجيا من حيث سهولة التنقل إليه، إذ ينتظر أن يتوافد على هذا المركز الذي سيفتح أبوابه طيلة أيام الأسبوع 50 ألف شخص يوميا لاسيما وأنه يتوسط عدة أحياء سكنية كما أنه يقع بالقرب من جامعة باب الزوار (الجزائر) التي تضم أكثر من 40 ألف طالب. وقد رفضت ولاية الجزائر العديد من المشاريع التي رغب أصحابها الاستثمار بها والحصول على موقع لبناء منشآتها وقد بلغ عدد المشاريع المرفوضة نحو20 مشروعا وذلك بسبب عدم ملاءمتها ومواكبتها الشروط المتفق عليها للاستثمار بالحي الذي يخضع لمعايير صارمة وتطابق تلك المعمول بها في البناء لا سيما من حيث تطبيق نظام مقاومة الزلازل مع التركيز على المعايير الخاصة باحترام الآجال والنمط الهندسي والجمالي.