''كل شيء بسيط في الطبيعة'' هي الجملة المفضلة لدى عثمان قويدر المختص في صناعة الزيوت الأساسية ومياه الزهور انطلاقا من تقطير النباتات الطبية و العطرة. كرس هذا المهندس في الهندسة المدنية الذي يتميز بهدوء طبعه وصوته اللطيف حوالي سبع سنوات لجمع النباتات من مختلف مناطق البلد لتحضير منتجات يعتبرها نفعية لصحة الإنسان. وبعد تخليه عن مجال نشر كتب الشباب قرر عثمان وضع جهاز تقطير خاصا به في 2003 ببلدية خدام على بعد بضعة كيلومترات من الشبلي، حيث كان النعناع البري أول نبتة تم وضعها بهذا الجهاز المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ و به عدة أنابيب. وسنوات من بعد طور جهازه وأخذ يستخلص الزيوت الأساسية من إكليل الجبل و الخزامى و الكاليتوس والجيرانيوم وغيرها من النباتات ذات الفوائد الطبية. وقال هذا المختص المولوع أن تقطير النباتات يطتلب دقة كبيرة لأنه مرهون بالمناخ و الفصول غير أن عملية الجمع لا تخص سوى النباتات التي تنمو بحقول خالية من المبيدات وغيرها من المواد الكيماوية. وأضاف ''أحب النباتات وكنت دائما معجبا بالطبيعة وأسرارها. والعمل في اتصال مباشر مع النباتات وتقطيرها واستخلاص الزيوت منها يشعرني بالسعادة وراحة نفسية''، معتبرا التقطير عملية كيماوية ممتعة بلمسة فنية. تسمح له هذه الحرفة التي تليق بطبعه في كل عملية جمع للنباتات باكتشاف عدة غابات وحقول تزخر بها الجزائر منها حقول الخزامى البرية وإكليل الجبل والأرطماسية. واستطرد يقول كل شيء بسيط في الطبيعة ويعد تقطير النباتات مهارة تكتسب شريطة أن يكون الشخص مولعا وصبورا للنجاح في هذه الحرفة المرهونة بالعوامل الطبيعية. وأضاف أنه بين تقطير النباتات واستعمال الزيوت ينقص وسيط هام وهو التداوي بالعطور الذي يعد اختصاصا نادرا نوعا ما بالجزائر مقترحا ضرورة ترقيته من خلال حملات إعلامية ناجعة.